بعد مرور ما يُقارب السنة على توجّه عدد كبير من الشركات إلى العمل من المنزل للحدّ والوقاية من انتشار فيروس كورونا، بدأت بعض مراكز الأعمال تشهد العودة الجزئية لبعض موظفيها إلى أعمالهم في المكاتب. فكيف يتحضر الموظف نفسيًا ولوجستيًا للعودة إلى الدوام؟
يرى الدكتور محمد بشارات، الخبير والمستشار في التنمية البشرية والتدريب القيادي، أنّ جائحة كورونا أضافت للشركات خيار العمل من المنزل، ويعتقد أنّ العديد من الشركات ستتجه ليكون أحد أنواع التوظيف لديها من خلال العمل عن بُعد.
وعن الأسباب التي ستدفع بعض الشركات للجوء لهذا الخيار يقول: "أعتقد أنّ النجاح الذي قُدّم للشركات من حيث التوفير في التكاليف والتوفير من ناحية عمليات التشغيل من داخل الشركة، بالإضافة إلى قدرة العديد من الموظفين على تقديم أداء أفضل من داخل المنزل، ستجعل الشركات تتجه لإعطاء موظفيها خيار العمل من بيوتهم".
أمّا عن كيفية التحضير للعودة إلى العمل داخل الشركات، فيؤكد بشارات أنّ الموظّف يحتاج للتدرج لكي يعتاد من جديد على النمط السابق الذي كان يتبعه قبل الجائحة، وذلك من خلال وضع جدول لأعماله وأهدافه خلال النهار وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وتحضير نفسه للعودة إلى مهماته المعتادة لا سيما أنّ الإنسان لديه قدرة كبيرة على التكيّف، بحسب بشارات.
كما يدعو الشركات إلى عدم الذهاب مباشرة إلى العودة السريعة للعمل، لا سيّما أنّها ستواجه بعض المشاكل مع موظفيها، أبرزها التأخر عن الدوام.
وينصح بشارات الموارد البشرية بصنع بيئة جاذبة وآمنة في نفس الوقت داخل المكاتب، لتعزيز العلاقة بين الموظفين من جديد بعد انقطاع التواصل المباشر بينهم لفترة طويلة.
