بعد موافقة واشنطن وبرلين على إرسال دبّابات ثقيلة أميركية وألمانية إلى كييف بعد طول انتظار، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء حلفاءه الغربيين بتزويد بلاده صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المسائي المصوّر: "يجب أن نسمح أيضًا بإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، هذا أمر مهمّ. يجب علينا أيضًا توسيع تعاوننا في مجال المدفعية و(إتاحة) إرسال طائرات مقاتلة".
وأوضح الرئيس الأوكراني الذي احتفل الأربعاء بعيد ميلاده الـ45 أنّه كرّر هذا الطلب على مسامع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال محادثة هاتفية جرت بينهما.
وقال: "أشكر جميع حلفائنا على استعدادهم لمنحنا دبابّات حديثة لا غنى عنها"، مشددًا على أنّ "المفتاح" لدحر القوات الروسية يكمن في "السرعة والكمية" التي ستحصل بها بلاده على هذه الدبّابات الثقيلة.
وأضاف: "المفتاح الآن هو السرعة والكمية. سرعة تدريب جنودنا، وسرعة تسليم الدبابات... وكمية الدعم".
تدريب القوات الأوكرانية على دبابات أبرامز
لكن منسق الاتصالات الاستراتيجية للأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قال إن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام دبابات "أبرامز إم 1" سيحتاج "أسابيع لا شهورًا".
وجاء ذلك في إفادة صحافية عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، رسميًا، إمداد القوات الأوكرانية بـ31 دبابة من طراز "أبرامز" لمساعدة كييف على التصدي للهجمات الروسية.
وأوضح كيربي أن قرار تزويد أوكرانيا بدبابات غربية متقدمة "كان نتاج جهد دبلوماسي وعسكري"، لافتًا إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ستحتاج على الأرجح "أسابيع لا شهورًا" لإتمام اللمسات الأخيرة على خطة التدريب على الدبابات وتسليمها.
كما أشار كيربي إلى إمكانية أن تواصل كييف محاولتها من أجل الحصول على المزيد من القدرات العسكرية، بينها مقاتلات غربية. وأضاف: "نحن في مناقشات مستمرة مع الأوكرانيين حول قدراتهم، وكما قلت، نطوّر تلك القدرات مع تغير الظروف".
دعم أوكرانيا بدبابات ثقيلة
وكان الرئيس بايدن قد أعلن تسليم كييف 31 دبابة "أبرامز إم 1"، مؤكدًا أن هذه المساعدات العسكرية ستعزز قدرة القوات الأوكرانية على صد الهجوم الروسي المستمر. وجاءت موافقة بايدن على منح أوكرانيا دبابات "أبرامز" بعد مناشدة من كييف، وتنسيق مع حلفاء واشنطن وشركائها في أوروبا.
كما ستمنح الولايات المتحدة أوكرانيا 8 مركبات مصفحة من طراز "النجدة M88"، لدعم دبابات أبرامز في حالة تعرضها لأي عطل، وتسمح بإجراء الصيانة في أرض المعركة.
#ألمانيا توافق على إرسال 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2" إلى #أوكرانيا#العربي_اليوم تقرير: مكسيم العيسى#العربي_الصورة_الأوضح pic.twitter.com/BLOeKsnfST
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2023
وسبق قرار بايدن، إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس موافقة برلين على تسليم 14 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد 2" إلى الجيش الأوكراني.
وكانت كييف ناشدت تسليمها دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، إلا أن الحصول عليها حتى من الدول التي تمتلكها يتطلب موافقة برلين. لكن الأخيرة لم تتخذ قرار تسليم هذا النوع من الدبابات لكييف، إلا بعد إتمام مشاورات موسعة مع حلفائها، استمرت لأسابيع.
وتتميز "ليوبارد 2" بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة والألغام والنيران المضادة للدبابات.
وتخشى دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" أن يتسبب إمداد أوكرانيا بمعدات عسكرية في تصعيد وتيرة الصراع، وتحوله إلى حرب مع روسيا.
وافقت #ألمانيا على إرسالها إلى #أوكرانيا.. إليكم المواصفات القتالية لدبابة ليوبارد 2 👇#العربي_الصورة_الأوضح pic.twitter.com/ZVih6dgaWi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 25, 2023
"عدد دبابات لا يحدث فرقًا"
ويشير مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات خالد حمادة إلى أن دبابات "ليوبارد" الألمانية و"أبرامز" الأميركية هما النموذجان الأكثر تطورًا في العالم. وأوضح في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الدبابة الأميركية اختُبرت في معركة حقيقية في شمال سوريا من قبل القوات التركية.
وإذ يرجح أن تركيا لا تمتلك الطراز الأحدث من هذه الدبابات، يشرح حمادة أن دبابة "أبرامز" هي مدرعة باليورانيوم المنضب الذي يصعب اختراقه من القذائف المستعملة لاستهداف الدبابات.
ويقول حمادة: "إن المنظومات الموجودة في هذه الدبابات سواء لجهة تحديد الأهداف والمسافات تتمتع بميزات وقدرة على التشويش على الصواريخ المتجهة نحوها ما يعطيها الكثير من المناعة".
ويلفت إلى أن عدد الدبابات التي ستمنح إلى أوكرانيا لا يزال دون مستوى كتيبة دبابات ولا يمكنه أن يحدث فارقًا في استعادة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا.
ويضيف: "قد تسهم هذه الدبابات في الدفاع عن محاور اقتراب لمدينة ما ولا أدري إذا ما كان الوقت سيتاح لاستخدامها في باخموت أو مدينة أخرى"، مشيرًا إلى أن الأرض المفتوحة في أوكرانيا تستلزم عددًا أكبر من الدبابات وأنظمة قتال أخرى للتمكن من إحداث فارق نوعي محدود.
وحول التطورات الميدانية، يشرح حمادة أن روسيا تريد احتلال إقليم دونباس لفرض مشروعها السياسي، معتبرًا أن سقوط سوليدار شكل نكسة لأوكرانيا، وأن الأنظار الآن تتجه إلى بلدة باخموت الصغيرة.