أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأربعاء بانسحاب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون الأوكرانية التي تتضمن عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتتعرّض لهجوم أوكراني مضاد.
إلا أنّ كييف قالت إنّها لا ترى "أي مؤشر" على الانسحاب من خيرسون، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئاسة الأوكرانية.
وكان شويغو قال على التلفزيون: "نفذوا انسحاب الجنود"، وذلك بعد اقتراح في هذا الاتجاه من جانب قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي أقرّ بأنه ليس قرارًا "سهلًا".
وأكد الجنرال أن "مناورات (انسحاب) الجنود ستبدأ قريبًا".
"روسيا تعيد تنظيم صفوفها"
وبحسب الجنرال سوروفيكين، فإن روسيا تعيد تنظيم صفوفها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في جنوب مدينة خيرسون.
وقال سوروفيكين في كلمة عبر التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون. وقال إنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.
وأضاف سوروفكين: "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى".
هجوم يستهدف خليج سيفاستوبول، وترقب لمعركة قاسية في خيرسون عقب إرسال #روسيا تعزيزات عسكرية تقرير: نادية الهاني pic.twitter.com/kFlqfmqYm7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 29, 2022
"انتكاسة للكرملين"
ويشكل هذا الانسحاب "انتكاسة" للكرملين، وفقًا لبعض المتابعين، إذ إن خيرسون كانت أول الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد دخولها المدينة في الأيام الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت موسكو من السيطرة عليها.
ويأتي ذلك بعد أكثر من شهر على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّ منطقة خيرسون وثلاث مناطق أوكرانية أخرى.
وتُعتبر منطقة خيرسون إستراتيجية إذ إنها تقع على حدود شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها موسكو عام 2014.
ويمثل ذلك واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وربما يشكل نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.
وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لترحيل أكثر من 100 ألف من سكانها.
وفي إطار الهجمات المضادة التي أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية ضد الجيش الروسي في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وخاركيف وزاباروجيا، استعادت قوات كييف حتى اليوم 90 منطقة في خيرسون وحدها.
والمنطقة التي ظلت قرابة 7 أشهر تحت سيطرة القوات الروسية، شهدت خلالها اشتباكات عنيفة أدت إلى انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والغاز عن السكان.
وعقب عودتها إلى سيطرة القوات الأوكرانية، تحاول هذه المناطق في الوقت الراهن تضميد جراح الحرب والاشتباكات التي شهدتها طوال الفترة الماضية.
ونتيجة للمعارك التي كانت دائرة فيها، تم إخلاء قرابة 80% من السكان المدنيين بالمنطقة، ولم يتبق فيها سوى المسنين أو من ليس لديهم مكان يتوجهون إليه.