اتهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا بالرغبة في "التدخل عسكريًا" لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه.
ويأتي هذا الموقف مع تصاعد الضغط الدولي ضد قادة الانقلاب في هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل الصحراوية ويبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة، وهو من أفقر دول العالم رغم موارده من اليورانيوم.
وجاء في بيان لقادة الانقلاب تُلي اليوم الإثنين عبر التلفزيون الوطني: "في إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخل عسكريًا في النيجر عقدت فرنسا بتواطؤ بعض أبناء النيجر، اجتماعًا مع هيئة أركان الحرس الوطني في النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة".
مناكفات بين عسكر النيجر وفرنسا
وفي بيان آخر اتهم الانقلابيون "أجهزة أمنية" تعود إلى "قنصلية غربية"، بدون تحديد هويتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع الأحد في نيامي على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية، "ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات" في العاصمة.
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد الانقلابيين بالرد "فورًا وبشدّة" على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في نيامي.
وحاول بعض هؤلاء اقتحام المبنى قبل أن يتم تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.
انقلاب #النيجر.. قمة "إيكواس" تبحث التدخل عسكريا لإعادة الرئيس المعزول إلى منصبه، وسط تحذيرات المجلس العسكري من تبعات الخطوة تقرير: محمد شهابي pic.twitter.com/3myg2qduNY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 30, 2023
وتعد النيجر شريكًا إستراتيجيًا لفرنسا التي تنشر نحو 1500 من جنودها في هذا البلد، ويؤمن 20 % من اليورانيوم الذي تحتاجه أوروبا.
تحذير أوروبي من استهداف السفارات
من جهته، حمّل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين، الانقلابيين مسؤولية أي هجوم تتعرض له سفارات الدول الأجنبية، معربًا عن دعم التكتل للإجراءات الاقتصادية العقابية التي أعلنتها دول غرب إفريقيا.
وقال بوريل في بيان: "نحمّل الانقلابيين مسؤولية أي هجوم يطال المدنيين، أو المراكز الدبلوماسية والموظفين فيها".
وأشار الى أن الاتحاد "سيدعم بسرعة وبحزم" قرارات الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) التي قررت تعليق كل المبادلات التجارية والمالية مع النيجر.
بدورها، أدانت بريطانيا محاولات تقويض الديمقراطية والسلم والاستقرار في النيجر، على ما أفاد به بيان للحكومة أمس الأحد، والذي أكد أن لندن تساند الجهود التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لاستعادة الاستقرار في النيجر.
وجاء في البيان أن "المملكة المتحدة شريك ملتزم لحكومة النيجر المنتخبة ديمقراطيًا وتدعو إلى إعادة الرئيس (محمد) بازوم على الفور لاستعادة النظام الدستوري".
أما الكرملين فدعا إلى "ضبط النفس" والعودة إلى "الشرعية" في النيجر.
ضغط على انقلابي النيجر
ويشتد الضغط يومًا بعد يوم على الرجل القوي الجديد في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني قائد الحرس الرئاسي الذي يقف وراء الإطاحة بالرئيس محمد بازوم المحتجز منذ أربعة أيام.
فقد أمهلت دول غرب إفريقيا، أمس الأحد، المجموعة العسكرية الانقلابية في النيجر أسبوعًا لإعادة الانتظام الدستوري، فارضة حصارًا اقتصاديًا ومؤكدة أنها لا تستبعد "استخدام القوة".
وكانت الجماعة العسكرية الحاكمة نددت السبت، بقمة دول غرب إفريقيا ورأت فيها تهديدًا "بتدخل عسكري وشيك في نيامي بالتعاون مع دول إفريقية غير أعضاء في الجماعة وبعض الدول الغربية".
وأعلن رئيس النيجر السابق محمدو يوسفو، أمس الأحد أنه يعمل على "إيجاد مخرج للأزمة عبر مفاوضات" بهدف "الإفراج" عن خلفه محمد بازوم و"إعادته إلى منصبه".