يستعد قادة دول غرب إفريقيا للاجتماع، اليوم الأحد، في العاصمة النيجيرية ضمن قمة طارئة للبت في اتخاذ إجراءات للضغط على الجيش في النيجر لاستعادة النظام الدستوري، في ظل تحذيرات قادة الانقلاب من أي تدخل مسلح في بلادهم.
وأطاح العسكريون بالرئيس المنتخب دستوريًا محمد بازوم، يوم الأربعاء، معلنين تولي الجنرال عبد الرحمن تشياني زمام السلطة في البلاد، والذي برر ما حصل بـ"تدهور الوضع الأمني" في البلاد الذي قوّضه عنف الجماعات المتشددة.
وتنتظر النيجر اليوم اجتماع قادة الدول الإفريقية المحيطة بها في نيجيريا، إذ يمكن لقادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب القارة (إيكواس) المكونة من 15 عضوًا، والاتحاد الاقتصادي والنقدي المؤلف من ثمانية أعضاء، تعليق عضوية النيجر في المنظمتين، واستبعاد البلاد من البنك المركزي الإقليمي والسوق المالية وإغلاق الحدود.
عسكريون في #النيجر يعلنون عزل الرئيس #محمد_بازوم من منصبه وفرض حظر التجول وإغلاق الحدود تقرير: عبد الله عبد الجبار pic.twitter.com/Ki8sVpPYy2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 27, 2023
نذر تدخل عسكري
وأكد بيان صادر عن مكتب الرئيس التشادي، أمس السبت، أن بلاده، الجارة الشرقية للنيجر، والتي ليست عضوًا في المنظمتين الإقليميتين، تلقت بدورها دعوة لحضور قمة إيكواس.
والنيجر واحدة من أفقر دول العالم، وتتلقى مساعدات تنموية رسمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار سنويًا، وفقًا للبنك الدولي.
كما أنها شريك أمني رئيسي لبعض الدول الغربية، مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تستخدمانها كقاعدة لجهودهما الرامية لاحتواء أعمال عنف يشنها متشددون في منطقة الساحل، بغرب ووسط إفريقيا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وصف الانقلاب في النيجر بالخطير، في حين برز موقف ملفت من مجموعة "فاغنر" الروسية، بعد تسريب تسجيل صوتي لزعيمها يفغيني بريغوجين مساء الخميس، يؤكد فيه أن محاولة الانقلاب في النيجر "كفاح ضد المستعمرين".
الانقلابات والاستقرار
في هذا السياق، قال رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية ديدي ولد السالك إنه ورغم امتلاك روسيا والصين نفوذًا في القارة الإفريقية، إلا أنه "لا يمكن مواجهة فرنسا عسكريًا في حال تدخلها في مسار المشهد النيجري".
ويمكن لزعماء دول غرب إفريقيا أيضًا وللمرة الأولى التفكير في تدخل عسكري لإعادة الرئيس بازوم للسلطة، لكن وقبل قمة اليوم أصدر القادة العسكريون في النيجر بيانًا عبر شاشات التلفزيون الرسمي، حذروا فيه من أي تدخل عسكري في بلادهم.
وأضاف السالك، في حديث إلى "العربي" من نواكشوط، أن التحذير الواضح بالتدخل العسكري هذه المرة جاء بمثابة وضع حد للانقلابات المتكررة في المنطقة، والتي باتت تهدد استقرارها بشكل كبير، لا سيما بعد انقلابين شبيهين في مالي وبوركينا فاسو.
انقلاب جارٍ في #النيجر وسط تنديد دولي ودعوات إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد بازوم وإعادته إلى السلطة@AnaAlarabytv pic.twitter.com/tf5wXFCBFh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 27, 2023
تحذير لأي "مغامر"
وكان المتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن قد قال: "الهدف من اجتماع إيكواس هو الموافقة على خطة عدوان ضد النيجر، من خلال تدخل عسكري وشيك في نيامي، بالتعاون مع دول إفريقية أخرى غير أعضاء في إيكواس وبعض الدول الغربية".
وأضاف: "نريد أن نذكر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا".
وأصدر المجلس العسكري بيانًا ثانيًا، مساء أمس السبت، دعا فيه المواطنين في العاصمة إلى النزول إلى الشوارع من الساعة 7 صباحًا بالتوقيت المحلي، للاحتجاج على "إيكواس"، وإظهار الدعم للقادة العسكريين الجدد.
ولقي الانقلاب العسكري في النيجر إدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد، وطالبوا بإعادة بازوم إلى السلطة.
وقرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم للنيجر، وهددت الولايات المتحدة بالقيام بالشيء ذاته.
وبعد اجتماع طارئ يوم الجمعة، أصدر الاتحاد الإفريقي بيانًا طالب فيه الجيش بالعودة إلى ثكناته، واستعادة النظام الدستوري في غضون 15 يومًا.