عبرت حركة النهضة التونسية عن تضامنها مع المضربين عن الطعام من حملة "مواطنون ضد الانقلاب"، مؤكدة في بيان دعمها لإضرابهم من أجل إنهاء ما سمته بـ"الانقلاب والعودة إلى الشرعية".
ودعت الحركة القوى السياسية إلى "توحيد الجهود لبلورة أرضية مشتركة عبر حوار وطني شامل لتشكيل جبهة سياسية تقود الحراك السياسي والشعبي، وتساهم في وضع رؤية اقتصادية واجتماعية لمعالجة الأوضاع في البلاد".
التصدي "لعودة دولة الاستبداد"
إلى ذلك، أكدت النهضة في بيانها دعمها ما سمته "الحركة النضالية لإنهاء الانقلاب والعودة إلى الشرعية والديمقراطية وإطلاق سراح الموقوفين في محاكمات الرأي ووضع حد لمحاولات المس باستقلالية السلطة القضائية".
وأوضحت الحركة أنّ على الجبهة السياسية أنّ "تذود عن حمى الحقوق والحريات المنتهكة بالبلاد منذ 25 يوليو/ تموز وتساهم في وضع رؤية اقتصادية واجتماعية لمعالجة الأوضاع المتردية في البلاد".
ودعت الحركة كذلك التونسيين إلى الاحتفال بذكرى الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني، التي قالت: إنها "توجت ثورة الحرية والكرامة وأسقطت نظام الاستبداد ودشنت مرحلة من الانتقال الديمقراطي والحريات".
كما طالبت بجعل هذه الذكرى "محطة للتصدي لعودة دولة الاستبداد والتضييقات على الحريات العامة والخاصة واستكمال التجربة الديمقراطية كشرط أساسي لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الحادة"، وفق البيان.
وكان رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي قد دعا إلى "حوار وطني شامل يترفع عن كل إقصاء ويعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، مشددًا على أنّ "تونس تواجه خطر الاستبداد".
وأكد الغنوشي كذلك على أنّ "تونس المتنوعة تسطر مشهدًا رائعًا"، حسب وصفه، يلتقي فيه الإسلامي واليساري والدستوري والقومي على المشترك الديمقراطي والقطع مع الفكر الاستبدادي والقبول بحق الآخر في الاختلاف، وفق تعبيره.
دخول الإضراب يومه السابع
من جانبه، أكد محامي "مواطنون ضد الانقلاب" مختار الجماعي دخول إضراب "الأمعاء الخاوية" يومه السابع، موجهًا التحية إلى "شيخ المناضلين التونسيين الثمانيني عز الدين الحزقي الذي يقود إضراب الجوع".
وأشار الجماعي في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أنّ "الحزقي يرفض رفضًا قطعيًا التراجع عن الإضراب ويبذل حياته من أجله".
وقال: إنّ "إضراب الجوع هو حلقة متقدمة من حلقات مقاومة الانقلاب الحاصل بعد إصدار البيانات وتحشييد المواطنين في الشارع الذي أثبت أنه لا يوجد في تونس شارعان، إنما يوجد شارع واحد مناهض للانقلاب".
وأضاف أنّ ذلك يجري "في مقابل حكومة تتأسس على المراسيم بعد إلغاء الدستور وإلغاء جميع التشكيلات الوطنية والمؤسسات الدستورية".
"تأثير كبير" للإضراب على السلطة
وأوضح أنّ تأثير الإضراب عن الطعام "ظاهر للعيان"، حيث "ساهم في تحقيق الوحدة السياسية بين مختلف الأطياف السياسية والإيديولوجية لإسقاط الانقلاب".
ورأى أن الإضراب قد "أثّر تأثيرًا كبيرًا في السلطة السياسية التي وإن لم تقم بمد جسور التواصل المباشر معهم إلا أنها تتواصل بطريقة غير مباشرة بالبلاغات والجمل السياسية التي تلقيها القيادات السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية الذي عاد للحديث عن حوار موعود".
"مع من يكون الحوار؟"
وأكد الجماعي أنّ "لا حياة سياسية في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة في مساحتها والكبيرة في تاريخها وقائدة الثورة من دون حوار، وأنّ الحل للأزمة السياسية لا يكون خارج الحوار".
وأكد الجماعي أن حملة "مواطنون ضد الانقلاب" تنتمي إلى اليمين والوسط واليسار، "وواهم من يعتقد أن الحملة تنتمي إلى النهضة"، مشيرًا إلى أن الحملة "ترحيب بمعاضدة حركة النهضة لهم".