الإثنين 2 Sep / September 2024

"لا تعتاد على المشهد".. ناشطون يطلقون حملة لدعم أهالي قطاع غزة

"لا تعتاد على المشهد".. ناشطون يطلقون حملة لدعم أهالي قطاع غزة

شارك القصة

تحث حملة "لا تعتاد على المشهد" العالم على رفض اعتياد مشاهد الدم والدمار التي تنقل من غزة- رويترز
تحث حملة "لا تعتاد على المشهد" العالم على رفض اعتياد مشاهد الدم والدمار التي تنقل من غزة- الأناضول
تهدف حملة "لا تعتد على المشهد" إلى استمرار دعم غزة بالصوت والصورة والكلمة لتوثيق مجازر الاحتلال وحثّ العالم على رفض اعتياد مشاهد الدم والدمار.

أطلق مؤثرون وناشطون في العالم العربي حملة بعنوان "لا تعتاد المشهد" هدفها استمرار دعم غزة بالصوت والصورة والكلمة لتوثيق مجازر الاحتلال، وحثّ العالم على رفض اعتياد مشاهد الدم والدمار.

ونشر مدون يدعى إبراهيم صورة على حسابه في منصة "إكس"، تظهر شخصًا يشاهد التلفاز في اليوم الأول من الحرب وبدا متأثرًا جدًا بما يشاهده، إذ يظهر في أسفل الشاشة الجملة التالية: "قصف غزة وسقوط عشرات الضحايا".

وبعد أيام، يجلس الشخص على الكنبة نفسها، ويبدو في وضعٍ حزين جدًا عندما شاهد قصف مستشفى المعمداني. أما الآن، تظهر صورة الشخص نفسه وهو لا يزال يتابع أخبار الحرب ولكن من دون أي رد فعل.

"لا تعتاد على المشهد"

وتناقل المغردون صورة كتب عليها: "لا تعتاد المشهد. لا تعتاد الخبر. لا تألف فتتلف. لا تصالح على الدم حتى بدم. إنه الثأر". 

وكتب الناشط الفلسطيني خالد صافي على حسابه على منصة "إكس": "لا تعتاد المشهد. ينتصر الاحتلال حين يغدو المشهد مألوفًا وأرفقها بصورة". 

أما عمرو المشهري فاعتبر أنهم كفلسطينيين أصبحوا أرقامًا وخبرًا متكررًا، وقال: "لا تعتادوا المشهد، بطلنا خبر عاجل، صرنا خبر معتاد، ممل متكرر، ذات السيناريو كل يوم هو هو، مجزرة فيها عشرات الشهداء لا وبل مئات وقصف لعشرات المنازل، ونزوح آلاف السكان، مشاهد الأشلاء وأجساد الأطفال والنساء صارت روتين، وصرنا أرقامًا تعد، وفاتورة مفتوحة لا تتوقف، هذه الحقيقة".

ليسوا أرقامًا

وقد أشار الصحفي والمؤثر على منصات التواصل الاجتماعي خالد صافي إلى أن هذه المبادرة انطلقت تحت شعار "ليسوا أرقامًا" على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قصة الشهيد الفلسطيني ولإيصال صوت أهل غزة وللتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. 

وقال في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: "الشهداء ليسوا أرقامًا فلكل واحد منهم قصة وطموح وأمل وأحلام ورغبة في الإنجاز".

وأشار إلى أن هدف هذه المبادرة هو أن لا يعتاد الناس على المشهد، مضيفًا: "سنهزم عندما نعتاد على المشهد".

وقال: "إنه لا بد من الكتابة عن غزة بكل اللغات وعن بطولاتها ومعاناة ناسها".

كما أشار صافي إلى قصص عدد من شهداء غزة، معتبرًا أن الفلسطينيين يحاولون كتابة التاريخ بحروف جديدة فأهل غزة "بصمودهم واستشهادهم قادرين على تغيير المعادلة".   

ألفة بين الإنسان والصورة

من جهته، يلفت الاستشاري النفسي إبراهيم بوزيداني إلى أن آثار الصور والفيديوهات التي تنقل المأساة في غزة تختلف من شخص إلى آخر، لافتًا إلى أن هناك بعض الشخصيات التي يُنصح بأن لا تشاهد مثل هذه المشاهد ولا سيما الذين يعانون من اضطرابات ومعاناة نفسية حيث يخشى أن يصابوا ببعض التأثيرات.

وفي حديث إلى "العربي" من اسطنبول، أشار بوزيداني إلى أنه من أجل جعل الناس يستشعرون ما يجري يجب إعلام المشاهد الغربي بحقيقة ما يحدث، مؤكدًا ضرورة وجود فئة تقوم بهذا الدور. 

وأوضح بوزيداني إلى أن طبيعة الإنسان تقضي بأن تحدث بينه وبين الصورة ألفة بحال تكررها وهذه الألفة تُصنع في العالم العربي حيث يوضع بين الإنسان والتغيير والتدخل حواجز يُمنع في بعض الحالات بالقوة ويُدفع المشاهد للشعور باليأس وبالتالي يتجنب مشاهدة مشاهد معينة. 

ويؤكد بوزيداني على أهمية المبادرات التي توصل حقيقة المعاناة للمشاهد بطريقة لها أثر تدفع للحركة. 

الإعلام إبرة الحياة للقضية الفلسطينية

في هذا السياق، يشدّد الصحفي والمراسل الميداني عبد الله الشيخ على أن الإعلام "هو إبرة الحياة في أي قضية وأحدها القضية الفلسطينية فيما يتعرض أهالي غزة لإبادة". 

وقال الشيخ في حديث إلى "العربي" من عمّان إلى أن المطلوب من الإعلام اليوم هو التركيز على القصص الإنسانية، حيث يتم تداول القصص التي يكون فيها طابع إنساني مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي. 

واعتبر الشيخ أن اعتياد المشهد يعني أن القضية أصبحت تخص الفلسطينيين، وأنها باتت لا تعني أحد غير هم وأن الكثير من الجرائم ستمر دون حساب ودون أن يراها العالم. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة