افتتح في العاصمة الليبية طرابلس معرض فني يوثق طقوسًا من سيرة الماضي، اختير له اسم "السحارية" للتعريف بالأزياء.
وتُعرض في "السحارية" العادات والتقاليد في المناسبات الاجتماعية المحلية، في سلسلة من الطرازات التراثية في المدن الليبية التي تُمثّل نموذجًا للتنوع الثقافي.
ويعدّ المعرض تذكرة دخول تأخذ الزائر في رحلة تراثية فنية تجوب أرض ليبيا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب حتى أعماق الجنوب، في محطة ساحرة بـموروثها الثقافي وأجزائها التقليدية من كل مدينة ولكل مناسبة في تكوين فريد تكتمل فيه الصور الفنية لتخليد التاريخ.
ولأن السحارة في الذاكرة الليبية الشعبية هي صندوق خشبي يحتوي جواهر ومستلزمات الزينة، اختير اسمًا لهذا المعرض لاستكشاف محتوياته ورغبة في تسليط الضوء على خارطة الجغرافيا التراثية.
فتجميع ورصد 23 زيًا تقليديًا في شراكة بين فن الفوتوغراف وعينة ملموسة هي حصيلة جهد القائمين على المعرض لإبراز الثراء الفلكلوري، واستلهام الأفكار والموضوعات التي تخدم مسألة الحفاظ على الهوية.
أسرار الأزياء التقليدية الليبية ضمن معرض السحارية في العاصمة طرابلس، سعيًا للحفاظ على إرث الأجداد #ليبيا تقرير: عبد الناصر خالد pic.twitter.com/Gq4fPRJvvg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 14, 2023
ويعتبر المعرض إرثًا من الأجداد، لكن يعد في رأي كثيرين فرصة لنفض غبار النسيان عنه ليعيش جيلًا بعد جيل محافظًا على شكله الأصلي كجزء أساسي من العادات والتقاليد.
"توثيق الزي الليبي"
وفي هذا الإطار، يشير الباحث في التراث الليبي والموروث الثقافي فيضل قنابة، إلى أن المعرض لاقى تفاعلًا كبيرًا جدًا من قبل الحضور من جميع الفئات وحتى الأجانب منهم، مضيفًا أنه المعرض الأول الذي ينظم في البلاد لتوثيق الزي الليبي.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة طرابلس، يوضح قنابة أن القائمين على المعرض وثقوا حوالي 23 زيًا، في محاولة لأرشفة الزي الليبي بكل أنواعه، مشيرًا إلى أنهم بصدد تنظيم معرض آخر يوثق أكبر عدد من الأزياء الليبية التي تفوق الـ55 زيًا.
ويضيف أن المعرض يستهدف جميع الفئات والشرائح، موضحًا أن الجيل الجديد مهتم جدًا بالهوية الليبية ومتمسك بها، حتى إن الأجيال الكبيرة في السن أعجبت بالمعرض.
ويردف قنابة أن المعرض وثق لزي الرجال والنساء، مبينًا أن البرنوص الليبي يتميز بفخامته وبالزخرفة والجرد الأبيض الموجود عليه.
ويخلص قنابة إلى أن كل مدنية في ليبيا لها عاداتها وتقاليدها وزيها الخاص، مشيرًا إلى تنوع وزخم كبير في كل منطقة في البلاد، لذلك نسعى لتنظيم معرض آخر لتوثيق أكبر عدد من الأزياء الليبية.
