الخميس 12 Sep / September 2024

لرفضها حذف معلومات عن حرب أوكرانيا.. روسيا تهدد ويكيبيديا بغرامة

لرفضها حذف معلومات عن حرب أوكرانيا.. روسيا تهدد ويكيبيديا بغرامة

شارك القصة

تقرير حول الصراع الإعلامي المحتدم بين روسيا والغرب (الصورة: غيتي)
أعلنت روسكومنادزور فرض غرامة على ويكيبيديا بقيمة 49 ألف دولار، لرفضها حذف مقال تزعم روسيا أنه يعرض معلومات كاذبة عن حرب أوكرانيا.

ضاعفت هيئة تنظيم الاتصالات في روسيا من تحذيرها إلى ويكيبيديا الروسية بشأن مقال تزعم أنه يحتوي "معلومات غير دقيقة" حول الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأعلنت روسكومنادزور يوم الخميس، أنها فرضت غرامة على ويكيبيديا تصل إلى 4 ملايين روبل (حوالي 49 ألف دولار)، لرفضها حذف معلومات عن حرب أوكرانيا التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط، بحسب مجلة "نيوزويك".

معلومات كاذبة

وقالت الوكالة في بيان صحافي: "إنها أصدرت الغرامة بسبب فشل ويكيبيديا في حذف المعلومات غير القانونية".

وأضافت أن مقال على موقع ويكيبيديا باللغة الروسية يحتوي على "معلومات كاذبة حول العملية العسكرية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا بهدف تضليل المستخدمين الروس".

والمقال المعني بعنوان "الغزو الروسي لأوكرانيا (2022)" يذكر الإصابات والوفيات بين المدنيين الأوكرانيين معتمدًا على بيانات الأمم المتحدة، وكذلك الوفيات بين الجنود الروس.

ومنعت السلطات الروسية وسائل الإعلام من وصف الهجوم الروسي بأنه "حرب" أو "غزو"، فيما  تتبنى وسائل الإعلام التي تديرها الدولة مصطلح "عملية عسكرية خاصة".

وقال بوتين في 24 فبراير إنه يريد نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على التهديد الذي تشكله على الأمن القومي لروسيا، مستخدمًا مصطلحات مثل "نزع النازية".

وجاء في مقال ويكيبيديا الذي ترفض روسيا مضمونه: "كمبرر للغزو، صرح فلاديمير بوتين بضرورة حماية جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية وروسيا نفسها، واستخدم أيضًا الادعاءات التي لا أساس لها من أن أوكرانيا دولة نازية جديدة". 

أعداد القتلى

وينقل المقال عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش قولهما: "إن القوات الروسية شنت ضربات صاروخية عشوائية على المناطق السكنية والمستشفيات وغيرها من مرافق البنية التحتية الاجتماعية في أوكرانيا".

كما يستشهد المقال بمعلومات من مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الشهر الماضي تفيد بمقتل 13 مدنيًا وإصابة 47 آخرين بعد أن استخدمت روسيا ذخائر عنقودية في مناطق سكنية في فوهليدار وخاركيف.

في المقابل، تنفي روسيا مرارًا أنها استهدفت المدنيين أو البنية التحتية المدنية. ويأتي ذلك بعد أيام من إصدار ويكيبيديا تحذيرًا ثانيًا من "روسكومنادزور".

وفي 28 مارس/ آذار الماضي، قالت وكالة الاتصالات في إشعارها" إن المقال يحتوي على معلومات غير دقيقة حول العملية العسكرية الخاصة لحماية جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين من أجل نزع السلاح ونزع السلاح من أوكرانيا".

وجاء في البيان انه على وجه الخصوص في المقال، تسمى "العملية العسكرية الخاصة" "الغزو الروسي لأوكرانيا " و"العدوان الروسي على أوكرانيا "و" الحرب الروسية الأوكرانية "و" الحرب ".

خسائر روسيا

وأضافت أن "المواد تحتوي على معلومات حول العديد من الضحايا من بين جنود الاتحاد الروسي، وكذلك السكان المدنيين في أوكرانيا، بمن فيهم الأطفال ، وهو ما لا يتوافق مع البيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي".

ويستشهد مقال ويكيبيديا بتصريح هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في 30 مارس/ آذار أن الجيش الروسي فقد حوالي 17300 فرد. كما نقلت عن وزارة الدفاع في  جمهورية دونيتسك الانفصالية التي أعلنت استقلال من جانب واحد والغير معترف بها دوليًا قولها: "إن 47 مقاتلاً قتلوا وأصيب 406" منذ 24 فبراير/ شباط.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في 25 مارس إن 1351 جنديًا روسيًا قتلوا في المعارك وجرح 3850، وهو ما تشير إليه مقال ويكيبيديا.

التحذير الأول

وجاء في الإخطار الصادر في 28 مارس/ آذار أن المعلومات التي تم نشرها بما يخالف القانون يجب حذفها في غضون يوم من استلام التحذير.

قالت مؤسسة "ويكيميديا"، المنظمة الأم لـويكيبيديا ومقرها سان فرانسيسكو، في بيان يوم 3 مارس إنها "لن تتراجع في مواجهة الجهود المبذولة لفرض رقابة وتخويف أعضاء حركتنا".

الرقابة على وسائل الإعلام

كما شنت روسكومنادزور حملة على وسائل الإعلام المستقلة في روسيا بسبب تقاريرها عن هجوم بوتين على أوكرانيا.

وعلّقت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة، الإثنين النشر حتى نهاية "العملية الخاصة على أراضي أوكرانيا" بعد تلقي تحذيرات من روسكومنادزور.

ويشير موقع ويكيبيديا باللغة الروسية إلى أن أحد أسباب حجب روسكومنادزور لعدد من وسائل الإعلام الروسية والأجنبية هو وصفها لأفعال روسيا بأنها "هجوم" أو "غزو" أو "إعلان حرب".

قانون يجرّم "الأخبار الكاذبة"

في الشهر الماضي، أقر البرلمان الروسي قانونًا يجرم نشر ما وصفه "أخبار كاذبة" عن الجيش الروسي. ويواجه المدانون عقوبة السجن وتصل إلى 15 عامًا.

وبرر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إصدار هذا القانون، قائلًا: "القانون ضروري وعاجل وصارم بسبب الحرب الإعلامية غير المسبوقة على روسيا، نحن في وضع استثنائي يتطلب إجراءات استثنائية".

ولم يتضح بعد ما إذا كان القانون سيطبق على الأشخاص داخل روسيا، مثل المراسلين الأجانب وغيرهم أم أنه سيشمل مواطني أي دولة أخرى.

لكن ردود الفعل على القانون الروسي الجديد، جاءت سريعة، حيث قررت مؤسسات إعلامية غربية الحد من أنشطتها في روسيا من بينها وكالة "بلومبيرغ" التي علقت نشاط صحافييها في روسيا، وهو ما أقدمت عليه أيضًا شبكة "سي أن أن" و"بي بي سي".

من جهتها، أشارت هئية الإذاعة الكندية "سي بي سي" إلى أها أوقفت مؤقتًا التقارير الواردة من روسيا.

وكانت الحكومة الروسية قد حجبت سابقًا بث محطتي "دوتش فيله" الألمانية و"بي بي سي"، كما حجبت موقعي "فيسبوك" و"تويتر" ووسائل إعلام غربية أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close