سيواجه المنتخب الهولندي نظيره الأرجنتيني مجددًا في بطولة كأس العالم قطر 2022، ضمن الدور ربع النهائي، في واحدة من أقوى المباريات التي ستجمع منتخبين يملكان سجلًا حافلًا من المواجهات في تاريخ البطولة.
ويعتبر النزال بين هولندا والأرجنتين من المواجهات الكلاسيكية في النهائيات العالمية. وقد التقيا من قبل في خمس مناسبات ضمن منافسات كأس العالم، حيث سيصطدمان يوم الجمعة المقبل من جديد في مباراة تعِد بالكثير من التشويق والإثارة، على استاد لوسيل مساء.
تاريخ من المواجهات
وينظر الهولنديون إلى الأرجنتين على أنها واحدة من المنتخبات الثلاث التي حرمتهم طعم اللقب، حين أقصى ماريو كامبس ورفاقه منتخب "الطواحين" في أفضل حلة له خلال جيل يوهان كرويف غير المحظوظ.
ففي أوائل السبعينيات طورت هولندا مدرستها للعبة الكرة الشاملة، محدثة انقلابًا كبيرًا في اللعبة وتقدمت بجيل ذهبي وصل نهائي كأس العالم عام 1974 في ألمانيا صاحبة الأرض، التي تغلبت في النهائي على "المنتخب البرتقالي" وحرمته التتويج.
وخلال مسيرتها في البطولة، التقت هولندا بالأرجنتين لأول مرة في النهائيات خلال دور المجموعات وسحقتها بأربعة أهداف من دون رد سجل منها يوهان كرويف ثنائية.
بعد أربع سنوات استضافت الأرجنتين البطولة، وواصل جيل كرويف تألقه، ليتقابلا مجددًا في المباراة النهائية الثانية للطواحين البرتقالية والأولى الأرجنتين، لكن فريق الألبيسيليستي حسم الفوز هذه المرة لصالحه بعد التمديد بنتيجة 1-3 ليتوج باللقب العالمي على أرضه وأمام جماهيره.
وفي نسخة 1998 خلال مونديال فرنسا، نجح "البرتقاليون" في العبور إلى نصف النهائي بتجاوز الأرجنتين بفضل هدف دنيس بيركامب الأسطوري في الدقيقة 89.
أما خلال بطولة ألمانيا 2006، فاكتفى الفريقان بالتعادل السلبي عندما تواجها في دور المجموعات. وبعد مرور ثماني سنوات، عاد الفوز لراقصي التانغو في آخر نزال بينهما، حيث نجح ميسي ورفاقه في تخطي الهولنديين بركلات الترجيح ضمن دور نصف النهائي تحت أعين المدرب نفسه الذي يقود الكتيبة الهولندية اليوم.
"سأخبركم الجمعة"
ويدرك المدرب المحنك لويس فان غال، الرغبة الأرجنتينية الجامحة بحمل الكأس الذهبية، انطلاقًا من استغلال الوجود الأخير لأسطورة جديدة أنجبتها البلاد بعد الراحل دييغو مارادونا الذي حقق لهم اللقب الأخير عام 1986.
ويبث ميسي الروح القتالية في لاعبي منتخب المدرب ليونيل سكالوني، الذي عاد إليهم اللاعب دي ماريا، بعد أن أبعدته الإصابة عن المباراة الأخيرة في الدور الثاني أمام أستراليا.
وحين سألت قناة هولندية المدرب فان غال عن كيفية إيقاف ميسي في المباراة، أجابها باقتضاب: "سأخبركم عن ذلك يوم الجمعة"، في حين قال نايثن أكيه مدافع "الطواحين": إن مراقبة النجم الأرجنتيني لن تكون حصرًا على خط الدفاع لوحده، بل مهمة كل لاعبي منتخب هولندا.
وأضاف، في تصريحات صحفية أمس: "ميسي هو أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور، وبالتالي سيكون من الصعب أن تكون مراقبته من قبل الدفاع فقط، ورغم ذلك سيكون تحديًا جميلًا للفريق بأكمله".
وعن الفروقات في مستوى المواهب الفردية بين المنتخبين، قال أكيه: "قد لا نملك أعظم المواهب الفردية في العالم، لكننا أقوياء جدًا كفريق".
وما صرح به المدافع الهولندي، منذ عودته إلى تدريب المنتخب في سبتمبر/ أيلول 2021 لم يتجرع لويس فان غال مرارة الهزيمة، وحقق 14 انتصارًا في 19 مباراة.
وحتى ليونيل سكالوني حل في الأراضي القطرية وفي رصيده 36 مباراة من دون أي خسارة، قبل أن ينهزم 2-1 على يد منتخب السعودية بشكل مفاجئ في بداية البطولة، ثم يعود ليوقع على ثلاث انتصارات متتالية لصالح الأرجنتين.
بالمقابل، فإن أرض استاد لوسيل ستكون مسرحًا للمباراة رقم 1 بعد الألف للأسطورة ميسي، الذي اعتلى قمة المجد الكروي من دون صولجان الكأس الذهبية بعد، وحافز "البرغوت" هذه المرة قوي جدًا، وربما مضاعف عن ذلك الذي كان في بطولة كوبا أميركا صيف 2021، التي أحرزها ميسي لبلاده بعد 32 عامًا من حرمانها اللقب القاري.
حينها انهمرت الدموع من عيون ميسي الذي كان قلقًا أن يختم مسيرته الكروية في عمر الـ35 مع المنتخب، من دون لقب رسمي، فكيف بلقب كأس العالم وقد لاح له مجددًا أمام منتخب لعب ضده في مناسبتين سابقتين، ليلة الجمعة ستكشف عن ذلك.
