الخميس 21 نوفمبر / November 2024

لقاء روما.. ليبيون يعبّرون عن سخطهم وخلافات في إسرائيل بسبب التسريب

لقاء روما.. ليبيون يعبّرون عن سخطهم وخلافات في إسرائيل بسبب التسريب

شارك القصة

"العربي" يتطرق إلى تضارب الروايات بشأن لقاء كوهين والمنقوش (الصورة: رويترز)
أدانت شخصيات ليبية بارزة بينهم أعضاء بمجلسي الدولة والنواب لقاء المنقوش وكوهين في روما، مطالبين برفع دعوى قضائية لدى النائب العام.

طالبت شخصيات ليبية النائب العام بفتح تحقيق قضائي، على خلفية لقاء وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، في روما.

فقد وقعت عشرات الشخصيات الليبية بينهم أعضاء بمجلسي النواب والدولة ومرشحون لرئاسة البلاد وأكاديميون ونشطاء، على بيان مشترك أمس الإثنين أدانوا فيه "اللقاء بأشد العبارات استنادًا للدين والقيم والأخلاق والقوانين الوطنية".

يأتي ذلك، عقب إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الأحد الفائت أن الوزير إيلي كوهين التقى نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إيطاليا، ما أثار موجات غضب واسعة في ليبيا.

"لقاء يخالف الإرادة الوطنية"

وذكر الموقعون على البيان أن هذه اللقاءات "تمنعها التشريعات والقوانين التي تعتبر أن التواصل مع الكيان الصهيوني السري والعلني مجرم أخلاقيًا وقانونيًا بموجب القانون رقم 57 لسنة 1962 ".

وعليه طالبوا برفع دعوى قضائية لدى النائب العام ضد "كل من رتب ونسق ونفذ هذا اللقاء المشؤوم كونه يعتبر انتهاكًا لمواد القانون الليبي".

كذلك شددت الشخصيات على أن "هذا التصرف لا يعبر عن الموقف الشعبي والرسمي للشعب الليبي وللدولة الليبية"، مشيرة إلى أن "حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة خالفت بتصرفها هذا الإرادة الوطنية تجاه هذا الملف".

وعقب تسريب اللقاء، خرج المئات من الليبيين في مدن طرابلس والزاوية وبنغازي والمرج للتعبير عن سخطهم من اللقاء ورفضهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث رفعوا اليافطات المؤيدة للقضية الفلسطينية وحرقوا الأعلام الإسرائيلية.

وتابع الموقعون على البيان أن "مثل هذه اللقاءات مع وزير خارجية الكيان الصهيوني لا ينبغي أن تكون على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ومن بين الموقعين أعضاء بمجلس الدولة الليبي بينهم نزار كعوان، وهناء العرفي، وعادل كرموس، وأمنة مطير. وأعضاء بمجلس النواب بينهم سلطة المسماري، ومحمود محمد، ومرشحون رئاسيون بينهم أسعد زهو، وإسماعيل اشتيوي.

كوهين يتنصل من جديد

وفي إسرائيل، جدد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تنصله من تسريب اللقاء مع المنقوش مدافعًا عن وزارته ضد المعارضين الذين اتهموها بـ"عدم الاحترافية".

فقد نشر كوهين تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" مساء الإثنين ذكر فيها: "تعمل وزارة الخارجية بانتظام من خلال القنوات العلنية والسرية، وبطرق سرية متنوعة، على تعزيز علاقات إسرائيل في العالم".

وتابع: "من المؤسف أن المعارضين السياسيين الذين لم يدفعوا نحو أي إنجاز يذكر، يندفعون إلى الرد دون أن يعرفوا التفاصيل ويتهموننا بتسريب لم يحدث".

وختم كوهين بالتأكيد على أن "هذه الهجمات لن تمنع وزارة الخارجية الإسرائيلية من إقامة وتعزيز العلاقات مع أصدقائنا الكثيرين في العالم، وفي العالم العربي على وجه الخصوص".

تسريب خبر اللقاء يشعل خلافًا بين الموساد والخارجية

جاء ذلك ردًا على انتقاد رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لتسريب عقد الاجتماع في روما، واعتباره بأنه "عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم".

بدروها، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، عن خلاف شديد نشب بين جهاز المخابرات (الموساد) ووزارة الخارجية بعد تسريب خبر اللقاء.

وقالت القناة إن "الطاقم السري للموساد الذي عمل لسنوات في الملف الليبي تضرر بشكل كبير، بعد الكشف عن اللقاء بين كوهين والمنقوش".

وأضافت: "هناك جدل حول مستوى هذا الضرر ولا أحد يعرف بعد ماذا سيكون الوضع في المستقبل".

وتابعت: "الآن هناك توتر شديد واتهامات متبادلة بين الموساد والخارجية الإسرائيلية حول هذه المسألة وفي كل ما يتعلق بالعلاقة الحساسة لإسرائيل مع الدول التي لا ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية".

وكان مسؤول إسرائيلي أشار إلى أن لقاء كوهين والمنقوش جرى بشكل منسّقٍ له وبعلمٍ من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق أيضًا على نشر اللقاء علنيًا.

وإثر تسريب خبر اللقاء، قرر الدبيبة إقالة المنقوش بعد توقيفها عن العمل وإحالتها للتحقيق، فيما بررت وزارة ‏‎الخارجية الليبية ما حدث في روما بأنه "لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقًا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي".

من جهته، تحدث مراسل "العربي" في القدس أحمد دراوشة عن وجود تضارب في الرواية الإسرائيلية بشأن اللقاء، لافتًا إلى أن التضارب لم ينف علم الدبيبة باللقاء، بينما كان الخلاف الأساسي الذي سبب الأزمة هو نشر خبر اللقاء من عدمه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close