الخميس 21 نوفمبر / November 2024

غضب في ليبيا.. الدبيبة يقيل المنقوش من منصب وزيرة الخارجية

غضب في ليبيا.. الدبيبة يقيل المنقوش من منصب وزيرة الخارجية

شارك القصة

"العربي" ينقل ردود الفعل على لقاء كوهين والمنقوش في إيطاليا (الصورة: غيتي)
وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد تسريب لقاء كوهين والمنقوش في إيطاليا، بأنه عمل غير مسؤول وفشل خطير في الحكم.

أفادت مصادر إعلامية ليبية اليوم الإثنين بإصدار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قرارًا يقضي بإقالة وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش من منصبها في أعقاب اللقاء الذي عقدته مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر حكومي ليبي تأكيده ما أوردته وسائل إعلام محلية عن إقالة المنقوش من منصبها بعد ردود الفعل الغاضبة والمنددة باجتماعها مع وزير الخارجية الإسرائيلي.

غضب رسمي وشعبي

وشهدت العديد من المدن الليبية، اليوم الإثنين، احتجاجات شعبية واسعة منددة بـ"لقاء التطبيع" الذي جمع وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي.

فقد اقتحم محتجون مساء أمس الأحد، مبنى وزارة الخارجية القديم في طرابلس، وأحرقوا الإطارات الفارغة أمامه، فيما خرجت مظاهرات أخرى رافعة الأعلام الفلسطينية، وتردد شعارات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".

كما تسببت الاحتجاجات بإغلاق بعض الطرق الرئيسية والفرعية في طرابلس، كما وثقت المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي خروج مظاهرات في مدن مصراتة والزاوية، وصبراتة، وصرمان، والزنتان.

استنكار مجلس النواب 

بدوره، أصدر مجلس النواب الليبي اليوم الإثنين بيان استنكار واستهجان من "لقاء وزيرة الخارجية في الحكومة منتهية الولاية بوزير خارجية العدو الصهيوني في دولة إيطاليا".

ووصف البيان الصادر عن النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة أوحيدة ما قامت به المنقوش "سرًا وخلسةً" في إيطاليا، بـ"الأمر الجلل والخيانة العظمى للدولة الليبية ولشهداء فلسطين المحتلة، واستهانة واستخفاف بعقول الشعب الليبي". 

وتابع النائب الثاني لرئيس مجلس النواب: "إن دل (اللقاء) على شيء إنما يدل على فساد هذه الحكومة وفي مقدمتها رئيسها الذي يجب أن يحاسب على ما قام به ووزيرة خارجيته"، حسب قوله.

فيما جدد أوحيدة مساندة الدولة الليبية للقضية الفلسطينية، شدّد على أن ما قامت به المنقوش "جريمة وخيانة عظمى" يعاقب عليها القانون الليبي بأقصى العقوبات.

في السياق، حثت دار الإفتاء الليبية الشعب الليبي على المطالبة بإقالة وزيرة الخارجية، ومحاسبتها على ارتكاب هذه "الجريمة التي لا تمثل الليبيين".

وأشارت في بيان إلى أن موقف الليبيين "لم يتغير تجاه هذا العدو المحتل منذ أن تأسست ليبيا"، محملة الحكومة "مسؤولية هذا اللقاء".

لقاء كوهين والمنقوش

يأتي ذلك، عقب تسريب كوهين أمس الأحد خبر لقائه مع الوزيرة الليبية الذي عدّه بـ"التاريخي"، من خلال بيان وزعته وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء الأحد.

وذكرت الوزارة أن إيلي كوهين التقى بنظيرته الليبية المنقوش، في لقاء هو "الأول من نوعه" بين مسؤولين من البلدين اللذين لا تربطهما أي علاقات دبلوماسية.

وحاولت وزارة ‏‎الخارجية الليبية تبرير اللقاء وزعمت أن "ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقًا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي".

وعقب ذلك، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، قرارًا يقضي بإيقاف وزيرة الخارجية عن العمل احتياطيًا وإحالتها للتحقيق.

وشكل الدبيبة لجنة تحقيق برئاسة وزيرة العدل حليمة البوسيفي، وعضوية وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي ومدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوى بمجلس الوزراء للتحقيق الإداري مع المنقوش.

المعارضة الإسرائيلية تهاجم كوهين

أما في الداخل الإسرائيلي، فقد هاجمت المعارضة الإسرائيلية اليوم الإثنين وزير الخارجية إيلي كوهين، على خلفية تسريبه خبر عقده اللقاء مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش. 

فقد كتب زعيم المعارضة يائير لابيد على منصة "إكس": "دول العالم تتابع هذا الصباح التسريب غير المسؤول لاجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبية، وتتساءل: هل هذه دولة يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟".

وأضاف لابيد: "هذا ما يحدث عندما تعين، وزيرًا للخارجية إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له بهذا المجال".

كما اعتبر رئيس الوزراء السابق أن تسريب عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية "عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم".

وتابع لابيد: "إنه صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة الإنسان، من أجل عنوان رئيسي".

من جانبه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض بيني غانتس إلى إنهاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تداعيات تسريب لقاء كوهين مع المنقوش.

فقد أشار غانتس إلى أن "العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل مسألة حساسة وجدية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية وبالتأكيد تلك التي لا تربطنا بها علاقات رسمية".

إدانة الفصائل الفلسطينية

أمّا ردود الفعل الفلسطينية، فقد أدانت الفصائل اللقاء التطبيعي، حيث اعتبرت الفصائل الفلسطينية في بيانات منفصلة أن مثل هذه اللقاءات تمثّل "ضوءًا أخضر للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار بسياساته وجرائمه ضد الفلسطينيين والمقدسات".

فقد صرح عضو قيادة حركة "حماس" في غزة باسم نعيم، في بيانه: "اللقاء صادم، وهذه الأنشطة المرفوضة تشرعن وجود الكيان على أرضنا المحتلة"، مضيفًا أن هذه اللقاءات "لا تمثل إرادة الشعب الليبي، صاحب التاريخ المشرف في الدفاع عن القضية والمقدسات".

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها، إن "هذا اللقاء ارتداد خطير عن ثوابت الأمة وسقوط في مستنقع التطبيع الذي يمثل تهديدًا لهوية وتعريف المنطقة العربية والإسلامية".

وأضافت: "نثق بأن الشعب الليبي لا يقبل مثل هذه اللقاءات، وهو شعب حر يرفض التطبيع ولا يخضع للابتزاز السياسي والمساومة على مواقفه الثابتة من القضية رغم قسوة الظروف الداخلية هناك".

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيانها: "هذا اللقاء يعد إهانة خطيرة للشعب الليبي الذي سطر تاريخًا من الوفاء لفلسطين وقضايا الأمة العربية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات