ارتبط اسم وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بالعديد من القضايا المثيرة للجدل في الداخل الليبي، منذ توليها منصبها ضمن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وأمس الأحد، قرّر الدبيبة إيقاف المنقوش عن العمل احتياطيًا وإحالتها للتحقيق، بعد لقائها نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.
وشهدت العديد من المدن الليبية، اليوم الإثنين، احتجاجات شعبية واسعة مندّدة بـ"لقاء التطبيع" بين المنقوش وكوهين.
ليبيون يتظاهرون أمام مبنى وزارة الخارجية في مدينة #طرابلس احتجاجا على لقاء وزيرة الخارجية #نجلاء_المنقوش بنظيرها الإسرائيلي في #إيطاليا سرا اقبل أسبوع#ليبيا pic.twitter.com/XzYP442DkT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 28, 2023
وعلى الرغم من أنّ وزارة الخارجية أكدت أن ما حدث في روما هو "لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقًا أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي"، أكد مسؤول إسرائيلي اليوم الاثنين أنّ الاجتماع "تمّ الاتفاق عليه مسبقًا على أعلى المستويات في ليبيا واستمرّ قرابة ساعتين"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
من هي المنقوش؟
تنحدر المنقوش من مدينة مصراتة الليبية. ووُلدت عام 1973 في مدينة كارديف في ويلز. وعادت في سن السادسة مع عائلتها إلى ليبيا، حيث استقرّت في بنغازي وترعرعت هناك.
يُعرّف موقع مركز الأديان العالمية والدبلوماسية وحل النزاعات (CRDC) المنقوش على أنّها أستاذة قانون، ومحامية في القانون الجنائي، تركز في بحوثها وعملها على عملية الانتقال من الحرب إلى السلم وبناء السلم.
حصلت على الماجستير في القانون الجنائي من جامعة بنغازي (قاريونس آنذاك)، ثم ماجستير في إدارة الصراع والسلم من جامعة جامعة "إيسترن مينونايت"، ثمّ دكتوراه في إدارة الصراع والسلم من جامعة "جورج مايسون".
حازت على منحة برنامج "فولبرايت"(Fullbright) لدراسة الماجستير في مجال تحويل النزاعات من مركز العدالة وبناء السلام (CJP) في الولايات المتحدة.
عملت ممثلة محليّة لمعهد الولايات المتحدة للسلام في ليبيا.
خلال ثورة ليبيا 2011، اعتادت المنقوش على الظهور بالحجاب كناشطة اجتماعية، كما ترأست وحدة المشاركة العامة التابعة للمجلس الوطني الانتقالي.
عام 2022، حصلت على جائزة المرأة الشجاعة الدولية الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية.
جدل مستمرّ
في 10 مارس/ آذار 2021، أصبحت نجلاء المنقوش أول وزيرة خارجية في ليبيا ضمن حكومة الدبيبة.
وبعد وقت قصير من توليها منصبها، أثارت المنقوش جدلًا في ليبيا بعد تصريحاتها بأن حكومتها مصرّة على انسحاب القوات التركية من البلاد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، علّق المجلس الرئاسي الليبي عمل المنقوش، بتهمة عدم التنسيق معه في قضايا السياسة الخارجية، على خلفية تعليقات أدلت بها حول حادثة طائرة لوكربي عام 1988.
وقالت المنقوش في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّ الحكومة الليبية مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقرار ترحيل متهم ليبي جديد في التفجير إلى الولايات المتحدة.
وأدى قرار المجلس الرئاسي إلى صدام مع الدبيبة الذي اعتبر أن ايقاف وزير عن العمل هو حكر على الحكومة وحدها.
ولاحقًا، نفت المنقوش بشكل قطعي ذكرها لأبي عجيلة مسعود خلال مقابلتها مع "بي بي سي"، مشيرة إلى أنّها أجابت عن سؤال متعلق بضحايا لوكربي وضحايا تفجير "مانشستر أرينا" الذي وقع سنة 2017 واتّهم بتنفيذه مواطن بريطاني من أصول ليبية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وخلال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الجزائر، دخلت المنقوش في مشادة كلامية مع نظيرها المصري سامح شكري حول الفقرة الخاصة بليبيا والمعنية بشرعية حكومة عبد الحميد الدبيبة.