استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الخميس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل عشاء عمل في قصر الإليزيه في باريس.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد أشارت إلى أن ماكرون سيتطرق خلال العشاء إلى مسألة حقوق الإنسان مع ولي العهد السعودي.
كما أكد مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيبلغ بن سلمان خلال المحادثات بأنه لا يزال هناك وقت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، لكن الكرة الآن في ملعب إيران.
وبحسب ما كان قد أشار إليه الإليزيه، فإن المحادثات ستخصص لبحث التطلعات الفرنسية والأوروبية الخاصة بإنتاج النفط.
زيارة رسمية عقب قمة جدة
ويلفت الباحث السياسي طارق وهبي، إلى أن زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا رسمية، ووفق جدول أعمال كان قد تم تنسيقه مع الرئاسة الفرنسية.
وفيما يوضح في حديثه إلى "العربي" من باريس، أن الزيارة تأتي بعد قمة جدة، يصف الأخيرة بأنها "كانت قمة هامة"، ولها علاقة بموضوع "الطاقة وكيفية مكافحة الإرهاب".
ويوضح أن زيارة بن سلمان الفرنسية "هادفة لتحرير عدد كبير من الأمور التي ينتظرها أولًا الأوروبيون بصورة عامة، وأيضًا السعوديون من حيث وجود أمور عالقة بين فرنسا والسعودية، وتحديدًا بموضوع لبنان، حيث على الطرفين أن يعملا سويًا لكي يصلا إلى تحرير بعض الموضوعات داخله".
وينقل عن مصادر في قصر الإليزيه أن "الأولوية هي لموضوع الطاقة"، وسط النقص في موارد الأخيرة الذي أوصلت إليه الأزمة شرقي أوروبا والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية "حاضرة لتعويض الخسارة" في هذا المجال.
وبينما يفيد بأن الموضوع الثاني له علاقة بالإتفاق النووي الإيراني، يعتبر أن السعودية "هي التي تدفع "فاتورة الإرهاب القادم من اليمن باتجاه المملكة"، وفق تعبيره، متحدثًا عن "إرسال الطائرات المسيرة والصواريخ ضدها".
ويشرح أهمية بحث هذا الموضوع من حيث "كيفية تعاطي فرنسا، لا سيما مع الليونة الدبلوماسية التي تظهرها باريس لطهران، والمطالب السعودية المحقة بمفهوم وقف هذا الإرهاب، والتعاطي الجديد مع ما ستفعله إيران لاحقًا بشأن الصواريخ العابرة والأذرع الموجودة في العراق واليمن ولبنان وسوريا".