مع تزايد مشكلة النفايات خصوصًا البلاستيكية منها في العديد من دول العالم ومن ضمنها المغرب، برزت في مدينة الدار البيضاء مبادرة صديقة للبيئة، سرعان ما تطور عملها الذي يركز على إعادة تدوير النفايات إلى مواد جديدة.
وتشارك مؤسسة خيرية مع شركات محلية في المساعدة على تنظيف شوارع المدينة من البلاستيك والمخلفات الكرتونية، حيث يجمع الفريق مئات الكيلوغرامات من النفايات يوميًا ويحولها إلى أشياء مفيدة.
ويعمل المشاركون في المبادرة على تحويل البلاستيك إلى أثاث من خلال إعادة تدويره، ويعرضون المنتجات في معرض مؤسسة "كون" في الدار البيضاء، حيث جميع ما يعرض من منتجات مصنوع من النفايات.
وتقول ندى ديوري مديرة مؤسسة كون: "عندما نسير في الشوارع نرى هناك نفايات ترمى على الأرض في كل مكان، هناك أشخاص يعانون بشكل متزايد من أمراض الجهاز التنفسي، ونرى أنه في بحارنا تتزايد كمية النفايات البلاستيكية أكثر فأكثر، كل هذا يجعلنا غاضبين".
ويقوم فريق المؤسسة الخيرية من خلال المبادرة بإعادة تدوير النفايات، حيث يجمعون كل يوم ما بين 100 و200 كيلوغرام 60% منها بلاستيك إضافة إلى الاستعانة بخمس شركات أيضًا.
وتقول دنيا الشرايبي وهي مديرة شركة لجمع النفايات: "في الفترة الأولى من عام 2022، تم إرسال حوالي 650 كيلوغرامًا من البلاستيك إلى شريكنا (كون) لإعادة تدويرها وكذلك حوالي 450 كيلوغرامًا من الورق والكرتون".
ثلاث ورش مختلفة
تمتلك المؤسسة الخيرية ثلاث ورش عمل مختلفة لإعادة تدوير البلاستيك والورق والكرتون، فضلًا عن النسيج لإعادة تدوير بقايا البلاستيك، حيث تفرز النفايات حسب اللون والحجم، ثم يتم سحقها وتحويلها إلى عجينة، ويمكن بعد ذلك للعمال المتدربين إعادة توظيفها في صنع طاولات، وأوان، أو أقلام وكراسٍ.
وفي الورشة الثانية يمر الورق المقطع عبر آلة خاصة، وينقع فيها لبضع ساعات مع الماء ليتحول إلى عجينة، ثم يجفف.
وفي الورشة الثالثة يوجد حقائب وسجاد وحصائر ووسائد وأحزمة وأحذية، تصنع من النفايات.
وتوفر هذه المؤسسة الخيرية فرص عمل للمغاربة وتبيع ما يعاد تدويره في المتجر الخاص بها، أو عبر الإنترنت لتساعد في تقليص ضرر كبير مباشر على البيئة.
"ثقافة مغربية"
وفي هذا الإطار، قال الناشط في مجال البيئة عبد الجليل السقيطي: إن "المبادرات البيئية أصبحت ثقافة مغربية، ليس على صعيد الدار البيضاء فقط، بل على صعيد المغرب، حيث يوجد مبادرات مبدعة وخلاقة في إعادة تدوير البلاستيك والمساعدة في محاربة الاحتباس الحراري".
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن الهدف من هذه المبادرات هو الحفاظ على النظافة من جهة، وترسيخ ثقافة النظافة للناشئة من جهة أخرى.
وأشار السقيطي إلى دور مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة المنخرطة في مجال البيئة والتي تعمل على برامج عديدة، منها تكوين صحافيين شباب في مجال البيئة، ومسابقات لمؤسسات عامة وخاصة لتدبير شواطئ المغرب.