سيبدأ علماء في القطب الشمالي بعمليات حفر تهدف لحفظ عينات من الجليد القديم لتحليلها قبل أن تذوب الطبقات المتجمدة بسبب التغيّر المناخي، وفق ما قاله منظمو هذه المهمة.
وسيقيم باحثون إيطاليون وفرنسيون ونرويجيون معسكرًا في أرخبيل نرويجي في ما وصفوه بسباق مع الزمن للحفاظ على سجلات الجليد التي تطلع بدور حاسم في تحليل الظروف البيئية في الماضي.
آثار جيو-كيميائية
يُقام المعسكر على ارتفاع 1100 متر في حقل جليدي مليء بالصدوع، ومن المرتقب أن تبدأ عملية الحفر يوم غد الثلاثاء.
"قبو نهاية العالم" في القطب الشمالي.. يحتوي على مئات الآلاف من البذور من حول العالم لحمايتها من الكوارث الطبيعية والحروب@AnaAlarabytv pic.twitter.com/aI03QtIKeB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 9, 2022
هذه العملية ستمتد لـ3 أسابيع بدرجات جرارة منخفضة تصل إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر.
من المرتقب أن يستخرج الباحثون وعددهم 8، الجليد في سلسلة من الأنابيب من عمق يصل إلى 125 مترًا تحت السطح، تحتوي على آثار جيو-كيميائية مجمدة تعود إلى 3 قرون.
760 ألف دولار
ويبلغ طول كل أسطوانة ثلج سيتم سحبها مترًا وعرضها 10 سنتيمترات، كما ستستخدم مجموعة واحدة من الأنابيب للتحليل الفوري، بينما تحول مجموعة ثانية إلى القطب الجنوبي لتخزينها في ما يسمى بملاذ للذاكرة الجليدية، حيث ستحفظ العينات للأجيال المقبلة من العلماء.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المهمة التي تديرها منظمة "آيس ميموري" الدولية 760 ألف دولار.
رئيس المنظمة جيروم شابيلاز قال إن علماء الجليد يرون مادتهم الأولية تختفي إلى الأبد عن سطح الكوكب.
وأضاف أن من مهام علماء جليد هذا الجيل التأكد من الحفاظ على جزء ولو يسير منه للأجيال المقبلة.
عودة إلى الماضي
في هذا السياق، يرى الأستاذ الفخري في السياسات البيئية الدولية والتغير المناخي في جامعة تافتس ويليام موماو أن "ذاكرة الجليد ليست شبيهة بذاكرة البشر، بل هي تعتمد على ما حفظته طبقات الثلج مع مرور الزمن".
ويوضح موماو، في حديث إلى "العربي" من بوسطن، أنه "في كل سنة تزيد سماكة الجليد بسبب تراكم الثلوج، وبالتالي فإن كل طبقة من هذه العينات تمثّل حقبة من الزمن، وتساعدنا بالعودة إلى الماضي".
ويقول: "ساعدتنا عينات في السابق من معرفة أين تواجد الرومان في غرينلاند وكيف عملوا على صناعة أدوات كسر الثلوج".
ويؤكد العالم البيئي أن "هناك مخاطر نواجهها، خصوصًا أن نوعية الجليد في القطب الشمالي تختلف عن تلك الموجودة في المحيط الجنوبي".
كما يلفت إلى أن "ذوبان الثلج بسبب تغير المناخ يؤدي إلى وصول المياه إلى طبقات الجليد مما قد يؤدي إلى محو بعض المعلومات منها".