قامت جمعية "ناشيونال جيوغرافيك" برسم خرائط لمحيطات العالم، لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، وأظهرت خمسة منها.
وأعلنت المنظمة هذا الأسبوع أنها ستعترف بالمحيط الجنوبي، وهو جسم مائي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية، باعتباره الخامس في العالم.
لماذا لم يحظ المحيط الجنوبي باعتراف سابقًا؟
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أليكس تايت، عالم الجغرافيا التابع لجمعية "ناشيونال جيوغرافيك"، قوله: "لقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن هناك منطقة بيئية متميزة حول القارة القطبية الجنوبية، لكن على الأقل في المجتمع العلمي الدولي، لم يكن هناك اتفاق على اسم وحدود هذا الجسم المائي".
وكشف مسؤولو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "أن أو آي آي": أن "الوكالة الفيدرالية اعترفت بالجسم باعتباره المحيط الخامس عام 1999، عندما وافق المجلس الأميركي للأسماء الجغرافية على اسم المحيط الجنوبي".
وفي عام 2000، عندما تم اقتراح حدود المحيط على المنظمة الهيدروغرافية الدولية "أي أتش أو"، التي تتعقب وترسم البحار والمحيطات في العالم، لم تكن جميع الدول الأعضاء في المنظمة الهيدروغرافية الدولية متفقة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
حقيقة جغرافية جديدة
وتعد المنظمة الهيدروغرافية الدولية واحدة من المراجع الرئيسية في "ناشونال جيوغرافيك"، من بين مصادر أخرى لاعتماد التسميات.
وقال تايت: "إنه بينما وصفت ناشيونال جيوغرافيك المحيط على خرائطها من قبل، إلا أن الخطوة جاءت مع رفع مسؤولية بشأن عدم وجود اتفاق واسع".
وأضاف تايت: "لكننّا اعتقدنا أنه من المهم في هذه المرحلة الاعتراف به رسميًا". ينظر الناس إلينا بحثًا عن حقيقة جغرافية: كم عدد القارات، وكم عدد البلدان، وكم عدد المحيطات؟ حتى الآن، قلنا أربعة محيطات". وعندما تدرج "ناشيونال جيوغرافيك" المحيطات، فإنها ستذكر خمسة: القطب الشمالي والأطلسي والهندي والمحيط الهادئ والجنوب، بحسب تايت.
كما أشار تايت إلى أن التسمية مفتاح للأغراض التعليمية أيضًا، فلدى ناشيونال جيوغرافيك برنامج تعليمي للجغرافيا، وتوفر مواد عبر الإنترنت للمؤسسات التعليمية ولعامة الناس.
Four oceans or five? It's #WorldOceansDay🌊 and National Geographic is making a change to recognize the Southern Ocean as a fifth official ocean in our atlases and maps! https://t.co/HSHRUAyWuE
— National Geographic (@NatGeo) June 8, 2021
ويمتد الجسم المائي المذكور من ساحل القارة القطبية الجنوبية إلى خط عرض 60 درجة جنوبًا، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
حلقة محيطية
ونقلت واشنطن بوست عن إنريك سالا، مستكشف "ناشيونال جيوغرافيك"، وصفه المحيط الجنوبي بأنه جسم مائي يتميز بالتيار القطبي الجنوبي القوي الذي يتدفق باتجاه الشرق. وأشار إلى الجسم على أنه "حلقة محيطية في نهاية العالم تربط المحيط الهادئ والأطلسي والمحيط الهندي".
دور أساسي في تغيّر المناخ
بدوره يشير الجيولوجي البحري والجيوفيزيائي في مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا، فرانك نيتشه؛ إلى أهمية إعلان ناشونال جيوغرافيك لأنه "معيار لرسم الخرائط للعديد من الأطالس والخرائط الأخرى الموجودة هناك".
وأضاف نيتشه: "ربما تم استخدامه في المجتمع العلمي، حتى بدون تعريف قوي، مثل الحدود". "لكنني أعتقد أنه بين عامة الناس، ربما لا يوجد تفاهم مشترك".
كما اعتبر كل من تايت وسالا أن الاعتراف يمكن أن يرفع الوعي حول دور هذا الجسم المائي في تغير المناخ.
وكتب سالا أن المحيط الجنوبي "يحتوي على المناطق التي ترتفع فيها درجة حرارة الأرض بشكل أسرع، مثل شبه جزيرة أنتاركتيكا". كما يلعب الجليد البحري في المحيط الجنوبي دورًا في تحديد دوران المحيطات وأنماط الطقس، ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيط إلى "اضطراب المناخ العالمي"، بحسب سالا.
وختم بالقول: "هذه فرصة عظيمة لإبراز مكانة هذه المنطقة الحيوية، وزيادة الوعي حول التهديدات التي تؤثر عليها والحلول".