قُتل شرطي وجرح أكثر من مئة في العاصمة البنغلادشية السبت، وفق الشرطة، بعد تفريق أكبر تظاهرة نظمت حتى الآن ضد رئيسة الحكومة.
فقد نزل أكثر من 100 ألف من أنصار أحزاب المعارضة البنغلادشية إلى شوارع دكا، للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء شيخة حسينة وبانتخابات حرة ونزيهة في ظل حكومة حيادية.
والتظاهرات التي نظمها السبت "الحزب القومي البنغلادشي" أكبر أحزاب المعارضة، و"الجماعة الإسلامية" أكبر حزب إسلامي، هي الأكبر حتى الآن هذا العام، وتؤذن بمرحلة جديدة من احتجاجات المعارضة على عتبة انتخابات عامة مرتقبة في غضون ثلاثة أشهر بحسب وكالة "فرانس برس".
وحسينة، ابنة مؤسس بنغلادش، تتربع على السلطة منذ 15 عامًا، وأشرفت على نمو اقتصادي سريع تجاوزت معه بنغلادش الهند من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، لكن التضخم ارتفع وحكومتها متهمة بالفساد وبانتهاكات لحقوق الإنسان.
ومنذ أشهر، تصعد المعارضة تظاهراتها للدفع بمطالبها، رغم أن زعيمة الحزب القومي خالدة ضياء، التي تولت رئاسة الحكومة مرتين وخصم حسينة، موضوعة في الإقامة الجبرية إثر إدانتها بتهم فساد.
وتدفق أنصارها على دكا السبت، واكتظت بهم الحافلات رغم الحواجز التي أقيمت على الطريق المؤدي إلى العاصمة، حتى إنهم تسلقوا سطح قطارات.
وهتف الحشد في تظاهرة الحزب القومي البنغلادشي أمام مقر الحزب: "سارقة أصوات، سارقة أصوات، شيخة حسينة سارقة أصوات".
ونُشر 10 آلاف شرطي على الأقل للحؤول دون وقوع أعمال عنف، بحسب مسؤولين، لكن عناصر اشتبكوا مع مئات المتظاهرين في حي كاكريل أمام أكبر كنيسة كاثوليكية في المدينة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط.
وقال المتحدث باسم شرطة مدينة دكا: إن العناصر هم ضحايا "هجمات المعارضة"، مضيفًا أن "الشرطي (القتيل) ضُرب في الرأس من جانب نشطاء المعارضة".
وكانت الشرطة قد حظرت التظاهرات، وانتشر مئات من عناصرها المزودين بوسائل مكافحة الشغب عند تقاطع طرق رئيسي، لكن حوالي 3000 متظاهر اخترقوا الطوق الأمني.
"دعوة أخيرة"
في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة 200 شخص على الأقل من أنصار الحزب القومي البنغلادشي قرب مقر الحزب بتهمة إلقاء عبوات مولوتوف.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحزب القومي زهير الدين سوابان: إن "أكثر من مليون شخص شاركوا في تظاهرة الحزب التي اعتبرها "الدعوة الأخيرة" لحسينة للاستقالة، مضيفًا أن 2900 شخص على الأقل من نشطاء وأنصار الحزب أُوقفوا خلال الأسبوع الماضي.
وهدد الحزب في حالة عدم استقالة حسينة طوعًا، وهو ما لا يمكن تصوره على نطاق واسع، بالدعوة إلى مزيد من الاحتجاجات القوية مثل تنظيم إضرابات.
وإثر ذلك، عبرت حكومات غربية عن قلقها إزاء المناخ السياسي في بنغلادش، حيث يهيمن حزب رابطة عوامي الحاكم بزعامة حسينة على المجلس التشريعي.