Skip to main content

لماذا يوصي خبراء المناخ بعدم التسليم ببيانات درجات الحرارة الأولية؟

الثلاثاء 11 يوليو 2023

تنذر بيانات وأرقام قياسية بارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض، إذ تشكل ظاهرة "النينو" المناخية مؤشرًا خطيرًا، ما دفع بالأمم المتحدة إلى دعوة حكومات العالم لاستباق تداعياتها على الصحة والنظام البيئي وبالتالي على الاقتصاد. 

وتُنشر أرقام درجات الحرارة وفق أدوات وبيانات أولية على الموقع الأميركي "كلايمت إريا أناليزير" المعتمد منذ عام 1979، إلى جانب بيانات مماثلة يوفرها البرنامج الأوروبي لرصد الأرض "كوبيرنيكوس".

تقديرات لا بيانات رسمية

لكن خبراء مناخ شددوا على ضرورة توخي الحذر في البناء على هذه البيانات بالرغم من أنها تشكل تنبيهًا مبكرًا لموجات الحر الشديد، حيث تؤكد المصادر المعتمدة أن هذه الأرقام تبقى تقديرات لا بيانات رسمية. 

كما أن هذه التقارير تستند إلى ملاحظات ميدانية لا تتوافق مع البيانات المدرجة في أدوات إعادة التحليل، وفق متخصصين في المناخ. 

ومن جهة أخرى، يقرّ الخبراء بأن هذه البيانات اليومية هي المؤشرات الأولى في تحديد ظواهر جوية حادة إذ يمكن التحقق منها باستخدام قواعد بيانات أخرى ما يتيح الوقوف عند العوامل المسببة للارتفاع في درجات الحرارة. 

كيف يتمّ قياس درجات الحرارة؟

وفي هذا السياق، يرى رئيس مركز طقس العرب محمد الشاكر أنّ البيانات هي جزء لا يتجزأ من قياس الوضع الحالي للكرة الأرضية، مشيرًا إلى أنّ جمع البيانات يتمّ عبر بروتوكولات عالمية تتبع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من عمان، أنّ هذه البيانات تقيس عدّة عناصر من الغلاف الجوي، وفقًا لبروتوكول عالمي موحّد يجمع دول العالم مع بعضها البعض.

ويلفت إلى أنّ العناصر الجوية التي يتمّ عادة قياسها تشمل درجات الحرارة، وكميات الأمطار، ومعدلات الرطوبة، وسرعة الرياح والإشعاع الشمس، إضافة إلى عناصر أخرى.

وبعد جمع هذه البيانات، يتمّ بناء صورة للوضع الجوي الراهن بعد المقارنة مثلاً مع سنوات سابقة، والإشارة لبعض النتائج التي تشير إليها هذه البيانات، وفقًا للشاكر.

وإذ يرى أنّ البيانات هي المرجع الوحيد لقياس المعلومات المناخية، يوضح أنّ المناخ هو نمط الحالة الجوية، فإذا قلنا مثلاً أنّ مناخ الجزيرة العربية في فصل الصيف هو مناخ حار، فهذا لا يعني أنّه لن تأتي أيام تكون أكثر اعتدالًا أو حرارة، ولكن النمط العام هو النمط الحار.

ويشير إلى أنّ قياس المناخ يعتمد على معدلات درجات الحرارة التي تأتي عبر القياسات اليومية، وبالتالي فعندما نتحدّث عن تغيّر مناخي، فهذا يعني حصول تغيّر في النمط، وبالتالي ليست قراءة واحدة فقط للحديث عن تغيّر مناخي.

ويخلص إلى أنّ البيانات اليومية بحدّ ذاتها مهمّة لتعطي صورة عن النمط العام أو المناخ العام، الذي يمكن الاستشهاد به للاستنتاج عمّا إذا كانت هناك ثبات مناخي أم تغيّر مناخي.

المصادر:
العربي
شارك القصة