أعلنت الحكومة السودانية عزمها إرسال وفد إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولين أميركيين ومصريين يوم غدٍ الإثنين، لمناقشة تطبيق إعلان جدة. وهذا يشير إلى إمكانية المشاركة في محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 16 شهرًا.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة بأن "المجلس قرر إرسال وفد سوداني حكومي إلى القاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في تطبيق إعلان جدة، بعد اتصالات مع المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، والحكومة المصرية".
وقبل المشاركة في أي مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب في البلاد، تتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ "إعلان جدة"، الذي صدر في مايو/ أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ونص هذا الإعلان على التزام طرفي الحرب بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارًا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
كما ترفض الحكومة السودانية مشاركة وسطاء جدد في المفاوضات بخلاف رعاة مفاوضات جدة "الولايات المتحدة والسعودية".
مباحثات في جنيف بغياب الحكومة
وبدون مشاركة الوفد الحكومي، عقدت في جنيف، يومي الأربعاء والخميس، محادثات بشأن السودان، استجابة لدعوة أميركية صدرت في 23 يوليو/ تموز الماضي.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب المتواصلة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2014، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوى لوكالة رويترز، إن الحكومة قدمت للوسطاء الأميركيين والسعوديين رؤيتها بشأن تنفيذ اتفاق جدة وغير ذلك من الموضوعات، وإن موقفها من الدخول في محادثات جديدة سيكون مرهونًا بردهم.
وكان الجيش السوداني قال يوم الخميس الفائت، إنه سيسمح باستخدام معبر حدودي تسيطر عليه قوات الدعم السريع لإدخال مساعدات إلى دارفور، وهي مسألة كانت ستتناولها المحادثات.
وبحسب مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز، فإن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وافق على استخدام المعبر خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اليوم السابق.