بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي.كيو براون زيارة لم تكن معلنة لمنطقة الشرق الأوسط اليوم السبت، لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر لئلا تتسع رقعة الصراع، في وقت تعيش فيه المنطقة حالة تأهب لرد إيراني محتمل ضد إسرائيل.
وبدأ براون رحلته في الأردن وقال إنه سيسافر أيضًا إلى مصر وإسرائيل في الأيام المقبلة لسماع وجهات نظر القادة العسكريين.
"لمنع أي نوع من التصعيد"
ويوم أمس الجمعة، أكد وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي خلال اتصالات مع مسؤولين غربيين، حق بلاده "القطعي" في الرد على "جريمة" اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وهي عملية توعدت إيران برد قاسٍ عليها.
كما هدّد حزب الله اللبناني بالرد على أن اغتيال إسرائيل القيادي العسكري الكبير فؤاد شكر، في هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية الشهر الماضي.
وتأتي زيارته في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل تبادل إطلاق سراح المحتجزين في غزة وإسرائيل، ولا يلوح اتفاق في الأفق لكن براون قال إن التوصل إليه "سيساعد في خفض حدة التوتر".
وأضاف براون لوكالة "رويترز" قبل أن تهبط طائرته في الأردن: "في الوقت ذاته، أبحث مع نظرائي ما يمكننا القيام به لمنع أي نوع من التصعيد وضمان أننا نتخذ كل الخطوات المناسبة (لتجنب)... صراع أوسع نطاقًا".
واشنطن تعزّز قدراتها
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للحد من تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وعزّز الجيش الأميركي في الأسابيع الماضية وجود قواته في الشرق الأوسط لتوفير الحماية من وقوع هجمات كبرى جديدة من إيران أو حلفائها، وأرسل حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى المنطقة لتحل محل الحاملة تيودور روزفلت.
كما أرسلت الولايات المتحدة إلى المنطقة سربًا من الطائرات إف-22 رابتور التابعة لسلاح الجو الأميركي ونشرت غواصة مزودة بصواريخ كروز.
وقال براون: "عززنا قدراتنا (في المنطقة) لتوجيه رسالة ردع قوية بهدف منع اتساع نطاق الصراع... وأيضًا لحماية قواتنا إذا ما تعرضت لهجوم"، مضيفًا أن حماية القوات الأميركية "أمر بالغ الأهمية".
ولم يخض براون في التكهنات إزاء ما قد تُقدم إيران أو أي من حلفائها على فعله، لكنه قال إنه يأمل في مناقشة سيناريوهات مختلفة مع نظيره الإسرائيلي.
وقال براون: "على وجه الخصوص، سأبحث مع نظيري الإسرائيلي كيف يمكن أن يردوا، استنادًا إلى الرد الذي يأتي من حزب الله أو من إيران".
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي قوله أمس الجمعة، إنه أبلغ نظيريه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره البريطاني ديفيد لامي في محادثات هاتفية بأن من حق بلاده الرد.
من جهته، حضّ سيجورنيه طهران على "بذل كل ما في وسعها لتجنب اندلاع حرب إقليمية... لن تكون في مصلحة أحد"، وفق بيان للخارجية الفرنسية.
وأشار الوزير الفرنسي إلى ضرورة أن تحثّ طهران الفصائل المدعومة منها في المنطقة على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وفصائل فلسطينية مسلحة.