اتخذت الإدارة المحلية في قضاء الزبير غربي البصرة، خطوات جادة لتشجير المدينة بالتعاون مع إحدى الشركات النفطية العاملة في القضاء.
وتأتي الحملة لمعالجة التصحّر في القضاء ذات الطبيعة الصحراوية، ولتلطيف أجوائه التي تتّسم بارتفاع درجات الحرارة بسبب العمليات النفطية في المدينة.
وتكثر الانبعاثات الكربونية في القضاء الذي يستعدّ لزراعة 100 ألف شجرة. وتتلاءم هذه الأشجار مع الظروف المناخية في المدينة من ارتفاع درجات الحرارة ومقاومة الملوحة.
وقال أسعد رسن مسؤول شعبة الحدائق والمنتزهات في بلدية الزبير في حديث إلى "العربي": إن الحملة هي ثمرة تعاون بين بلدية الزبير والشركة النفطية العاملة داخل القضاء.
وجاءت خطة التشجير وفق خطة وضعتها الإدارة المحلية بالتعاون مع الشركات النفطية العاملة في القضاء، لتحسين البيئة، وتقليل آثار التصحّر والتلوّث من المخلفات النفطية، والدخان المصاحب لعمليات استخراج النفط، وقلة المساحات الخضراء، وعدم تجديد عقود المزارع للفلاحين، والتي تعدّ غطاءًا نباتيًا مهمًا.
وركّزت الحملة على الدوائر الحكومية والمدارس والأماكن السكنية، حيث رحّب أهالي المنطقة بالمشروع، خاصة وأن المدينة تفتقر للحدائق والمنتزهات منذ سنوات، بسبب إهمال إدامة المساحات الخضراء فيها.
وتعمد البلدية إلى زراعة مجموعة متنوّعة من الأشجار الدائمة الخضرة، على غرار الأكاسيا، وكفّ مريم، والصفصاف، والأثل، ما يُضفي لونًا أخضر من النباتات الطبيعية في بيئة صحراوية قاسية.
خليل: حملات إيجابية لكن "غير كافية"
وأوضح الدكتور حسن خليل الباحث في البيئة المائية والتلوّث أن البصرة شهدت عدة مشاريع تشجير، نظرًا لما تعانيه المنطقة من تغيّرات مناخية كبرى مع استمرار إنتاج النفط بشكل متزايد.
وقال خليل في حديث إلى "العربي" من البصرة: إن خطوات التشجير "إيجابية"، لكنّها "غير كافية" في أكبر منطقة نفطية في العراق تستحوذ على 95% من إنتاج النفط العراقي، وتصدر انبعاثات تقدّر بـمليار ونصف المليار متر قدم مكعّب من الغاز يوميًا.
وأضاف أن التقارير تُشير إلى أن المنطقة تحتاج إلى 14 مليار شجرة لمواجهة تغيّر المناخ، والتكيّف معها.
وأوضح أن العراق يعاني خلال العقدين الماضيين من ندرة المياه، وتملّح التربة، وانخفاض الرطوبة والأمطار، مضيفًا أن وجود شركات النفط يعمّق المشكلة في البصرة إذ تستحوذ على ثلاثة أرباع الأراضي ولا تقوم بتقديم منافع اجتماعية أو معالجات لتأثيراتها السلبية على البيئة الجوية أو المائية للمدينة.