عقب الدهشة التي أثارها وما تبعها من تحذيرات بما في ذلك من خطر "انقراض البشرية"، سجّل برنامج "تشات جي بي تي" حضورًا غير مسبوق من خلال إعداده خطابين لمسؤولين أوربيين أُلقيا اليوم الأربعاء.
فبعدما توجهت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن إلى البرلمان بخطاب كُتب الجزء الأول منه بالكامل بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي، قرأ في اليوم نفسه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي خطابًا أمام زملائه من إنتاج "تشات جي بي تي".
ولم يخفِ ماركو أورلاندو، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الوسط الصغير "أزيوني"، في ختام مداخلته أن الخطاب الذي سُمع للتو ليس منه، ولا من نتاج ذكاء بشري، بل خوارزمية ذكاء اصطناعي هي "تشات جي بي تي 4".
وأوضح أن "الخطاب يهدف إلى الاستفزاز لإطلاق نقاش عام جاد في إيطاليا، وتحليل الآثار الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي".
وقد أنهى كلمته وسط تصفيق زملائه بالدعوة إلى "مقاربة متوازنة للابتكار التكنولوجي؛ تأخذ في الاعتبار كلًا من الفرص والمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي".
وكانت هيئة الرقابة الإيطالية منعت "تشات جي بي تي" لمدة شهر في نهاية مارس/ آذار بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، لتصبح أول دولة غربية تتخذ إجراءات ضد روبوت الدردشة الشهير المستند إلى الذكاء الاصطناعي.
"دهشة ورعب"
وفي الدنمارك، كان خطاب رئيسة الوزراء أمام البرلمان، والذي كُتب الجزء الأول منه بالكامل بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي، لتسليط الضوء على الجانب الثوري لهذه التكنولوجيا التي لا تخلو من المخاطر.
وقد تضمن محصلة سياسية لمناسبة انتهاء العقد البرلماني الحالي. لكن بالنسبة للمسؤولة التي ألقته، فإن روبوت المحادثة الذي طورته شركة "أوبن إيه آي" قادر على الخداع.
وقد فاجأت فريدريكسن النواب بعد تلاوة مقدمة خطابها، قائلة: "ما قرأتُه للتو ليس صادرًا عني، أو عن أي إنسان آخر".
وأضافت: رغم عدم تحقيق الهدف منه على الدوام، سواء في تفاصيل برنامج عمل الحكومة أو علامات الترقيم، ما يمكن لـ"تشات جي بي تي" أن يفعله يثير مشاعر متضاربة من الدهشة والرعب في آن.
وأبهرت المنصّة التي أُطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني، المستخدمين بقدرتها على الإجابة بوضوح ودقّة على أسئلة صعبة، لا سيّما كتابة أغان أو شيفرات برمجية، وحتى النجاح في امتحانات.
لكن في المقابل، حذرت مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء من بينهم مبتكر برنامج "تشات جي بي تي" سام ألتمان، من أن صعود الذكاء الاصطناعي ينطوي على خطر "انقراض" للبشرية.
وكان روبوت الدردشة اجتذب انتباه المشرعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم.
وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية من خطر استخدامه في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
كما تشكل قدرة نظم الذكاء الاصطناعي على إنشاء مواد لها طابع إبداعي أكبر مخاوف المبدعين المهددين من منتحلي صفة الكتابة والفنون بأنواعها.