Skip to main content

لندن تضع ألف جندي في حالة "تأهّب".. أي طريق تسلكه الأزمة الأوكرانية؟

الخميس 10 فبراير 2022

أمرت بريطانيا بنشر ألف عسكري إضافي لتقديم الدعم في حالة حدوث أزمة إنسانية نتيجة أي هجوم روسي على أوكرانيا، وذلك قبيل جولة رئيس الوزراء بوريس جونسون، التي يبدأها اليوم الخميس، لإجراء محادثات مع حلف شمال الأطلسي وبولندا.

ويزور جونسون بروكسل ووارسو للتأكيد على ضرورة التمسك بمبادئ الحلف، وبحث الطرق التي يمكن لبريطانيا من خلالها تقديم الدعم العسكري مع حشد موسكو لقواتها قرب الحدود الأوكرانية.

وتتزامن جولة جونسون الخميس، مع محادثات أزمة هذا الأسبوع في موسكو بين وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس ونظيرها سيرغي لافروف، مع مطالبة المملكة المتحدة وحلفاء آخرين بقيادة الولايات المتحدة روسيا بوقف تهديداتها ضد أوكرانيا.

رفض المطالب الروسية

وقبيل محادثاته في بروكسل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، قال جونسون: "بصفتنا حلفاء، يجب أن نرسم خطوطًا وأن نكون واضحين بأن هناك مبادئ لن نتنازل عنها".

وأضاف أنّ "ذلك يشمل أمن كل حلفاء الناتو وحق كل ديمقراطية أوروبية في التطلع إلى عضوية الحلف"، رافضًا المطالب الروسية باستبعاد أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف.

ومن بروكسل، سيتوجه بوريس جونسون إلى وارسو للقاء الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء ماتيوز مورافسكي وأعضاء مفرزة عسكرية بريطانية في البلاد من المقرر أن يزيد عديدها بمقدار 350 عسكريًا إضافيًا.

وتضاعف بريطانيا تقريبًا انتشارها العسكري ضمن حلف الناتو في إستونيا من 900 إلى 1750 عنصر، ولديها مجموعة أصغر في أوكرانيا لتدريب قواتها على استعمال صواريخ مضادة للدبابات بريطانية الصنع.

نشر جنود وطائرات وسفن

وقال داونينغ ستريت: إنّ جونسون سوف يلتزم "بوضع 1000 عسكري بريطاني إضافي على أهبة الاستعداد في المملكة المتحدة لدعم استجابة إنسانية في المنطقة إذا لزم الأمر".

كما سيعلن أن بريطانيا ستنشر المزيد من طائرات سلاح الجو الملكي في جنوب أوروبا، وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية في شرق البحر المتوسط.

وجونسون الذي زار كييف الأسبوع الماضي لإظهار التضامن معها، قال في رسالة إلى موسكو: "ما نحتاج إلى رؤيته هي دبلوماسية حقيقية، وليس دبلوماسية قسرية".

وفي غضون ذلك، تقود تروس جهود المملكة المتحدة بشأن العقوبات المحتملة إذا غزت روسيا أوكرانيا، وحذرتها من "عواقب وخيمة" قبل محادثاتها الخميس مع لافروف. وردت وزارة الخارجية الروسية بدعوة بريطانيا إلى "تغيير نبرة" خطابها.

وكرر مكتب جونسون يوم الأربعاء أن أي توغل عسكري روسي في أوكرانيا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى نزوح جماعي على حدود أوروبا، وهو ما سيؤثر على دول منها ليتوانيا وبولندا.

خفض التوتر والتصعيد

وتتزامن جولة رئيس الوزراء البريطاني وسط موجة من الدبلوماسية العالمية، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع.

ومن المقرر كذلك أن تعقد كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي اجتماعات مباشرة مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع المقبل.

من جهته، أشاد المستشار الألماني أولاف شولتز بما وصفه بالتقدم الذي تحقق في مساعي خفض التصعيد المرتبط بأزمة أوكرانيا.

وقال شولتز في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية: إنّ المهمة الرئيسية تتمثل في ضمان الأمن بأوروبا، معربًا عن اعتقاده بإمكانية تحقيق ذلك.

وأضاف: "من السابق لأوانه القول إنّه تم حل كل المشاكل. إنها معقدة للغاية وستبقى كذلك لفترة من الوقت، لذلك فهي تستحق كل الانتباه".

وفي الجانب المقابل، تحدث الكرملين عن "مؤشرات إيجابية" بشأن تسوية للأزمة عقب لقاء الرئيسين الفرنسي والأوكراني في كييف، في الوقت الذي وصلت أول دفعة من الأسلحة الأميركية إلى رومانيا لدعم حلف شمال الأطلسي.

لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف نبه إلى أنّ احتمال نشر منظومات دفاع أميركية في خاركوف قرب أوكرانيا يعد ابتزازًا لروسيا.

أسس الأزمة "لا تزال قائمة"

وفي هذا الإطار، يرى الباحث في الشؤون الأوروبية ناصر جبارة ضرورة عدم الذهاب كثيرًا في "التفاؤل" نتيجة التصريحات الفرنسية والألمانية حول التخفيض في التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من برلين، أنّ الأسس القائمة عليها المشكلة الأوكرانية "لا تزال قائمة، وأن التفاؤل لا زال بعيدًا"، مشيرًا إلى أنّ المخاوف الغربية من حدوث غزو روسي لا تزال مرتفعة على الرغم من استمرار الحراك الدبلوماسي.

ويلفت إلى أنّ الأوروبيين يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه واللحاق بالتأخر الذي كان مسيطرًا على دخولهم في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

ويقول: إنّ "قرار أوروبا ليس بيدها، حيث تتعامل الولايات المتحدة مع أوروبا باعتبارها منطقة إنزال وذلك عبر استبعادهم من التفاوض حول منطقتهم".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة