بدت روسيا مستعدة لعودة طالبان في أفغانستان، ولم تبادر إلى إجلاء دبلوماسييها من هذا البلد لتجنب زعزعة استقرار منطقة نفوذها في آسيا الوسطى وزرع بذور إرهاب دولي مجددًا على حدودها الجنوبية.
وغداة سقوط كابُل الإثنين، كان السفير الروسي ديمتري جيرنوف على تواصل مع طالبان على أن يلتقي منسقها الأمني الثلاثاء.
وصرح للقناة الروسية التلفزيونية العامة: "لقد ضمنوا لنا مجددًا أنهم لن يمسوا شعرة واحدة لدبلوماسي روسي".
بدوره، أقر موفد الكرملين زامير كابولوف بأنه فوجئ بسرعة انهيار السلطات الأفغانية، "لكن المهم الآن التطلع إلى المرحلة المقبلة".
وقال الإثنين لإذاعة صدى موسكو: "لم نجر اتصالات على مدى سبعة أعوام مع حركة طالبان من أجل لا شيء".
وطالبان مصنفة "إرهابية" ومحظورة في روسيا، لكن ممثليها يتم استقبالهم على الدوام كمحاورين أصحاب صفة شرعية.
حتى أن كابولوف اعتبر أن موسكو يمكنها الاعتراف بحكم طالبان إذا كان سلوك الحركة "مسؤولًا"، بمعنى ألا تسعى مجددًا إلى رعاية الحركة الجهادية الدولية، وأن تتخلى عن طموحاتها الإقليمية.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "سنرصد بانتباه إلى أي مدى ستتصف مقاربتهم لحكم البلاد بالمسؤولية"، مشددًا على أن كل شيء يبقى رهنًا بـ "كيفية تصرفهم".
وأضاف جيرنوف للتلفزيون العام: إن روسيا تأمل برؤية بلد "متحضر، متحرر من الإرهاب والمخدرات"، و"أن تقيم أفغانستان علاقات جيدة مع كل دول العالم".
وقال أيضًا "سبق أن وعدنا طالبان بكل ذلك ونأمل أن يفوا بوعودهم".
من جانبه، اختصر نيكولاي بورديوجا الأمين العام السابق لمنظمة معاهدة الأمن المشترك، التحالف العسكري الإقليمي الذي تهيمن عليه موسكو، الأمور بالقول: "إذا كنا نريد السلام في آسيا الوسطى، فعلينا أن نتفاهم مع طالبان".