أعاد بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية تسليط الأضواء من جديد على منطقتي لوغانسك ودونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، في وقت تتزايد التساؤلات عن مصير الصراع الدائر في هذا البلد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قرر، فجر الخميس، بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا مستندًا إلى دعوة وجهها الانفصاليون شرقي البلاد لمساعدتهم، مؤكدًا أنّ المهمة الروسية تكمن في "نزع سلاح أوكرانيا".
وعلى الفور، أعلن الجيش الروسي أن الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقتي لوغانسك ودونيتسك حققوا تقدمًا ميدانيًا في مواجهة الجيش الأوكراني، فيما تواجه كييف هجومًا عسكريًا منذ ساعات الصباح.
وبحسب الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كانشينكوف، الذي تحدث عبر التلفزيون، تقدم الانفصاليون ثلاثة كيلومترات في منطقة دونيتسك وكيلومترًا ونصف كيلومتر في منطقة لوغانسك. وأكد أن روسيا تستهدف أهدافًا عسكرية وأن المدنيين "ليس لديهم ما يخشونه".
خلفيات الصراع
وتعود خلفيات الصراع على منطقتي لوغانسك ودونيتسك إلى عام 2014 منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا، حيث أعُلن استقلالهما من جانب واحد بتصويت شعبي ومن دون اعتراف دولي.
وفي أبريل/ نيسان عام 2014، شهدت المنطقتان في إقليم دونباس احتجاجات مناهضة للسلطة في كييف، حيث طالب الانفصاليون بإقامة نظام فدرالي خاص معلنين تأسيس الجمهوريتين الشعبيتين.
في المقابل، اعتبرت السلطات الأوكرانية الجديدة آنذاك الجمهوريتين بمثابة تنظيمين إرهابيين، وأعلنت حربًا عليهما دامت أشهرًا مخلفةً أكثر من 40 ألفًا بين قتيل وجريح بالإضافة إلى الدمار الواسع، وفق منظمات الأمم المتحدة.
أما مطلع 2015 فتوصل الطرفان بمشاركة روسيا وألمانيا وفرنسا، إلى تسوية أطلق عليها اتفاقية مينسك التي أدّت إلى انسحاب القتال وتجميد الصراع، إذ منذ ذلك الحين تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بخرق الاتفاق.
وحتى الآن لم تعترف أي دولة في العالم باستقلال لوغانسك ودونيتسك، فاتفاقية مينسك نصّت على بقائهما ضمن أوكرانيا مع منحهما وضعًا قانونيًا خاصًا، لكن العملية العسكرية الروسية قد تفاقم الأزمة وتدفع بأوروبا برمتها إلى شفير الحرب.
الاعتراف الروسي
وفي 21 فبراير/ شباط الجاري، أعلن الرئيس الروسي الاعتراف بما يُعرف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين، اللتين أعلنتا استقلالًا من طرف واحد، مؤكدًا إرسال قوات لحمايتهما من "الاعتداءات الأوكرانية" وحفظ السلام في المنطقتين.
ولاقت الخطوة الروسية موجة واسعة من التنديد والتهديد من قبل القوى الغربية، حيث هددت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أستراليا واليابان وكندا بفرض عقوبات "قاسية" على موسكو.