قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس، القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا دفاعًا عن المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، في حين ندد نظيره الأميركي جو بايدن بـ"الهجوم غير المبرر" على الأراضي الأوكرانية.
جاءت تلك التطورات فيما سمع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد، وسط موجة تنديد واسعة النطاق من دول غربية والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
"نزع سلاح أوكرانيا"
وفي كلمة متلفزة غير معلنة مسبقًا فجر الخميس، قرر بوتين شنّ عملية عسكرية ضد الأراضي الأوكرانية، منددًا مجددًا بـ"إبادة" تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد، ومستندًا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها، حسب رأيه.
وتوجه الرئيس الروسي في كلمته مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله: أدعوكم إلى إلقاء السلاح"، مؤكدًا أنهم سيتمكنون عندها "من مغادرة أرض المعركة من دون عائق".
وقال بوتين إنه لا يريد "احتلال" أوكرانيا بل "نزع سلاحها"، متوجهًا بكلامه بعد ذلك إلى الذين "قد يحاولون الوقوف في وجهنا، فعليهم أن يعرفوا أن ردّ روسيا سيكون فوريًا وستكون له عواقب لم تشهدوها من قبل".
ومضى قائلًا: "أنا على ثقة بأن جنود روسيا وضباطها سينفذون واجبهم بشجاعة"، مؤكدًا "أمن البلاد مضمون".
#عاجل | #روسيا تعلن بدء عملية عسكرية في #أوكرانيا.. تغطية متواصلة من التلفزيون العربي https://t.co/Snd9BXJeau
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 24, 2022
انفجارات في كييف ومدن أخرى
في غضون ذلك، سمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد قبيل فجر الخميس بعيد إعلان بوتين "عملية عسكرية" في أوكرانيا.
كما سمعت أيضًا انفجارات في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا التي تبعد 35 كيلومترًا عن الحدود مع روسيا، إضافة إلى سماع دوي أربعة انفجارات قوية في كراماتورسك الحدودية التي تشكل عاصمة الحكومة الأوكرانية في شرق البلاد.
وقبل ذلك سمع دوي انفجارات أيضًا في مدينة أوديسا على البحر الأسود، وصفارات سيارات إسعاف في شوارع العاصمة الأوكرانية.
وسمعت انفجارات كذلك في ماريبول الساحلية، فيما أفاد سكان في المدينة القريبة من الحدود مع روسيا أنهم سمعوا دوي قصف مدفعي في ضواحي المدينة الشرقية.
وهوى الروبل الروسي إلى أدنى مستوياته منذ مطلع 2016 اليوم الخميس، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين القوات الروسية بالهجوم على أوكرانيا في خطوة دفعت بورصة موسكو إلى تعليق التداول.
وتراجع الروبل 3.6% مقابل الدولار إلى 84.0750 بعد دقائق من الفتح، وانخفض 3.9$ إلى 95.2425 مقابل اليورو مسجلًا نزولًا قياسيًا قبل تعليق التداول على نحو سريع.
وفي حين علقت بورصة موسكو التداول، رفعت البنوك الروسية أسعار صرف النقد الأجنبي بشدة.
دعم من بيلاروسيا
في هذا السياق، أعلن حرس الحدود الأوكراني أن أوكرانيا تتعرض لهجوم مدفعي على طول حدودها الشمالية مع روسيا وبيلاروسيا، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية ترد بإطلاق النار.
وأوضح حرس الحدود أن القوات الروسية مدعومة من بيلاروسيا وشُن هجومًا من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا على الجناح الجنوبي لأوكرانيا.
وقال البيان: إن "الهجمات على الوحدات الحدودية ومفارز الحدود ونقاط التفتيش تجري باستخدام المدفعية والمعدات الثقيلة والأسلحة الخفيفة".
وصدر البيان فيما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية أن بلدة شاستيا التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية سقطت في أيدي الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد.
استهداف المنشآت العسكرية
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بأسلحة "دقيقة"، مشيرة في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إلى أنه "يتم تعطيل البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران سلاح الجو الأوكراني، بأسلحة عالية الدقة".
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تستهدف البنية التحتية للجيش والدفاع الجوي والقوات الجوية في أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة ولا تهاجم المدن الأوكرانية.
كما أعلنت روسيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية في حدودها الغربية المحاذية لأوكرانيا وبيلاروسيا.
أما وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية فقد أفادت بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب. كما أبلغت عن إخلاء موظفين وركاب لمطار بوريسبيل في كييف.
"حرب عدوانية"
من جهته، أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الخميس بأن روسيا نفذت ضربات صاروخية على البنية الأساسية لأوكرانيا وعلى حرس الحدود هناك، وإن دوي الانفجارات سمع في مدن عديدة في أوكرانيا.
وأضاف أن الأحكام العرفية فرضت على جميع أراضي الدولة وأنه تحدث تليفونيا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا فقد أكد أن روسيا بدأت هجومًا واسع النطاق على بلاده وتستهدف المدن بضربات الأسلحة.
وقال كوليبا، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "بدأ بوتين للتو غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات".
وأضاف: "هذه حرب عدوانية. أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. حان وقت العمل الآن".
لكن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال إن بلاده تستهدف "الطغمة الحاكمة في كييف"، بعدما أعلن بوتين "عملية عسكرية" في أوكرانيا.
وقال نيبينزيا في ختام خطابه أمام مجلس الأمن الدولي: "لسنا عدوانيين تجاه الشعب الأوكراني بل حيال الطغمة الحاكمة في كييف".
"العالم سيحاسب روسيا"
وبخصوص ردود الفعل الدولية، فقد تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس بأن "العالم سيحاسب روسيا" على هجومها في أوكرانيا، محذرًا من أنه سيتسبب "بخسائر بشرية كارثية".
وسيلقي بايدن كلمة حول "العواقب" التي ستتكبدها روسيا بسبب ما وصفه بأنه "هجوم غير مبرر" على ما جاء في بيان بعد قرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان بايدن أعلن الأربعاء فرض عقوبات على خط أنانيب نورد ستريم 2 لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا. وكانت ألمانيا أعلنت تجميد هذا المشروع.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقد وجه نداء في اللحظة الأخيرة إلى الرئيس الروسي لوقف الحرب "باسم الإنسانية".
وقال غوتيريش بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا: "الرئيس بوتين، باسم الإنسانية، أعد قواتك إلى روسيا"، مضيفًا أنّ عواقب الحرب ستكون مدمرة لأوكرانيا وبعيدة المدى بالنسبة للاقتصاد العالمي.
هجوم روسي "متهور"
من جانبه، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الخميس، "الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر" على أوكرانيا، محذرًا من أنه يعرض "عددًا لا حصر له" من الأرواح للخطر.
وقال ستولتنبرغ في بيان: "أدين بشدة الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر على أوكرانيا، الذي يعرض عددًا لا يحصى من أرواح المدنيين للخطر".
#مباشر | جلسة طارئة لمجلس الأمن حول #أوكرانيا https://t.co/Z7ya3Tvl9h
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 24, 2022
وأضاف: "مرة أخرى وعلى الرغم من تحذيراتنا المتكررة وجهودنا الدبلوماسية التي لا تعرف الكلل، اختارت (روسيا) طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة".
وأكد أن الدول الأعضاء في الحلف "ستجتمع للتعامل مع عواقب الأعمال العدوانية لروسيا، ونحن نقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب. وسيبذل الناتو كل الجهود اللازمة لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنها".