يغادر آلاف الفلسطينيين مخيم البريج وأطرافه قسرًا بعد تحذير جيش الاحتلال بضرورة إخلاء بعض المناطق وسط قطاع غزة تمهيدًا لما يسميها عمليات عسكرية بزعم إطلاق صواريخ منها.
ويتوجه النازحون هذه المرّة إلى مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع. ولا يبدو أن هذا النزوح الجديد سيكون الأخير.
وكما في الأشهر الماضية، يطالب جيش الاحتلال الفلسطينيين بالتوجه إلى أحياء ومربعات سكنية يدعي أنها إنسانية وآمنة؛ لكن حتى إذا كانت كذلك فهي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية، فضلًا عن اكتظاظها بالنازحين.
ويقول أحد النازحين لمراسل "التلفزيون العربي": "تعبنا يا عالم، بدنا حل، صرت نازح 5 مرات وتركت الخيمة وأهلي".
سكان غزة "ليسوا قطع شطرنج"
من جهته، أكّد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني أن 14% فقط من مناطق غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء وأن سلطات الاحتلال تصدر كل يومين هذه الأوامر لإجبار الناس على الفرار مما يخلق حالة من الفوضى والذعر.
كما أشار لازاريني إلى أن الناس لا يملكون في كثير من الأحيان سوى بضع ساعات للإخلاء، وغالبًا سيرًا على الأقدام أو على عربة لأولئك الذين يستطيعون تحمل الكلف.
ووصل استياء المسؤول الأممي إلى حد قوله: إن "سكان غزة ليسوا قطع شطرنج بل هم بشر".
الاحتلال يجبر السكان على النزوح
وتفيد تقديرات وكالة "الأونروا" بأن جميع الفلسطينيين في غزة تقريبًا تأثّروا بأوامر الإخلاء واضطر العديد من سكان القطاع إلى النزوح بمعدل مرة واحدة في الشهر منذ بدء الحرب.
وتشير إحدى النازحات إلى أنها لا تعلم إلى أين تذهب، فهي تنزح للمرة العاشرة منذ بدء الحرب.
وتواصل قوات الاحتلال شن الغارات والقصف المدفعي وارتكاب المجازر في مناطق التوغل. ومع كل إخلاء تدمر طائرات الاحتلال مربعات سكنية في غزة ضمن سياسة تدمير شاملة ينتهجها جيش الاحتلال في عدوانه على القطاع.