أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، بأن الأوامر التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء أحياء في مدينتي خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة تطال نحو ربع مليون شخص.
وقالت المتحدثة باسم "الأونروا" لويز ووتريدج للصحافيين عبر الفيديو من غزة: "رأينا ناسًا ينتقلون إلى أماكن أخرى وعائلات تنتقل إلى أماكن أخرى وأشخاصًا بدأوا بحزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة هذه المنطقة".
وكشفت أن الوكالة "تقدّر أن نحو 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر"، متابعة "نتوقع أن تزيد هذه الأرقام".
وأوضحت ووتريدج لوكالة "فرانس برس" أن الربع مليون هو تقدير الأونروا لسكان المنطقة الذين وجهت لهم أوامر الإخلاء شرق خانيونس.
"لا أماكن آمنة"
وقالت: "نتوقع أن يترك كل هؤلاء الناس تقريبًا هذه المنطقة"، مشيرة إلى أن الوكالة تأمل في الحصول على معطيات دقيقة أكثر في وقت لاحق الثلاثاء عن أعداد الذين غادروا فعليًا.
واعتبرت أن أوامر الإخلاء هذه "ضربة جديدة مدمّرة لجهود الاستجابة الإنسانية، وللناس والعائلات.. يبدو أنهم يُهجّرون قسرًا مرارًا وتكرارًا".
وأشارت إلى أنه منذ بدء الهجوم البري على رفح في مايو/ أيار، عاد أشخاص إلى منطقة خانيونس المدمّرة، لكن "مع الأوامر الجديدة الليلة الماضية، ستُضطر العائلات نفسها إلى الانتقال مجددًا". وتابعت: "لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة".
وكان مراسل "التلفزيون العربي" في غزة، عبد الله المقداد، قد أفاد بالوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه أهالي خانيونس، حيث أمضى جزء كبير منهم ليلته الماضية في الشارع، بينما ما يزال جزء آخر يبحث عن مكان يأوي إليه حتى انتهاء العمليات العسكرية في شرق خانيونس.
إخلاء إجباري
وأوضح مراسلنا أن جزءًا من النازحين قد وصل بالفعل إلى وسط القطاع، لكن لا توجد أماكن يمكن أن تؤويهم ولو لفترة مؤقتة.
إلى ذلك، قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، إن مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس أصبح خاليًا تقريبًا بعد فرار العاملين به والمرضى عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر للسكان في المناطق المحيطة بالإخلاء.
وقال ريك بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن "طاقم المستشفى والمرضى قرروا الإخلاء حاليًا"، مضيفًا أنه لم يتبق بالمستشفى سوى ثلاثة مرضى.
وأضاف في إفادة صحفية للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس: "نناشد بإنقاذ مستشفى غزة الأوروبي، وألا يتعرض لأضرار".
