الإثنين 2 Sep / September 2024

"ليس ميتًا كما يُعتقد".. حركات للصهارة لا تزال تتسبب بزلازل على المريخ

"ليس ميتًا كما يُعتقد".. حركات للصهارة لا تزال تتسبب بزلازل على المريخ

شارك القصة

أعلنت "ناسا" أن مهمة المركبة "إنسايت" الموجودة على سطح المريخ منذ عام 2018 ستتوقف عن العمل في غضون أسابيع - غيتي
أعلنت "ناسا" أن مهمة المركبة "إنسايت" الموجودة على سطح المريخ منذ عام 2018 ستتوقف عن العمل في غضون أسابيع - غيتي
أوضح الفيزيائي في مختبر علم الكواكب وعلوم الأرض في جامعة نانت، أن النشاط البركاني الرئيس للمريخ يعود إلى 3,5 مليارات سنة، لذا فإنه ليس ميتًا كما يُعتقد.

يبدو المريخ كوكبًا حيًا وفق ما تظهره هزات دورية ناجمة عن زلازل مسجلة منذ فبراير/ شباط 2019 بواسطة مهمة المركبة "إنسايت".

فبخلاف ما يُعتقد من حيث أن الكوكب الأحمر ميتًا، تم تسجيل حركات للماغما (الصهارة) مشابهة لتلك الموجودة على الأرض أو الزهرة.

وتنقل وكالة "فرانس برس" عن الفيزيائي في مختبر علم الكواكب وعلوم الأرض في جامعة نانت الفرنسية كليمان بيران، أن "النشاط البركاني الرئيس للكوكب يعود إلى 3,5 مليارات سنة، لذا فإنه ليس ميتًا كما يُعتقد".

"نشاط حديث العهد"

وُضع مقياس الزلازل، وهو أداة عالية الدقة طورها المركز الوطني لدراسات الفضاء، على بعد أكثر من 1200 كيلومتر من حفر على المريخ معروفة باسم "سربيروس فوساي".

وتُعد هذه الأخيرة واحدة من "أصغر المناطق على سطح المريخ، ويبلغ عمرها حوالي 10 ملايين سنة"، مع "وجود تصدعات مفتوحة مرتبطة بالأنشطة البركانية"، وفق ما أوضح بيران، المشارك في الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر" وقادها سايمون ستيهلر، من مدرسة الفنون التطبيقية في زوريخ.

تهم الحفر، وهي أخاديد حقيقية يبلغ طولها مئات الكيلومترات ويصل عرضها إلى كيلومتر واحد وعمقها إلى كيلومتر واحد، الباحثين بأكثر من طريقة. 

فقد أظهرت دراسة جيولوجية حديثة، بمساعدة صور التقطها مسبار يدور حول المريخ، أن بقايا النشاط البركاني يعود تاريخها إلى ما بين 50 ألف سنة و200 ألف. 

وبعبارة أخرى، هذا نشاط "حديث العهد شبيه بما يمكن رصده على صعيد البراكين الخاملة في فرنسا"، وفق بيران.

"نشاط كوكبي داخلي"

تلقي مهمة "إنسايت" نظرة جديدة على هذه البيانات، وتؤكد من خلال دراستها الزلزالية أن كوكب المريخ لا يزال على قيد الحياة إلى حد كبير، حتى لو لم نشهد أي بركان في حالة نشاط.

يقول الفيزيائي "قبل التوجه إلى المريخ مع مهمة إنسايت، قلنا لأنفسنا إنه قد اقترب قليلًا من نهاية حياته، مع وجود نواة لم تعد نشطة للغاية". 

وكان الباحثون يتوقعون العثور على كوكب هزته "زلازل صغيرة تضرب من كل مكان"، في إشارة إلى أنه ينكمش ببطء أثناء تبريده، كما يفعل القمر أو عطارد حاليًا.

لكن مقياس الزلازل في مهمة "إنسايت" سجل شيئًا آخر، وهو "في الغالب مصدر يُظهر نشاطًا كوكبيًا داخليًا".

واكتشفت الآلة زلازل في منطقة "سربيروس فوساي"، ما ينسبه العلماء إلى دوران الصهارة والصخور المنصهرة في قشرة المريخ على أعماق تتراوح بين 15 و50 كيلومترًا.

وأفادت آنا ميتلهولز، الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في معهد البوليتكنيك في لوزان، بحسب ما نقلته عنها الجامعة، بأنه "على الرغم من أنه لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه، فإن الدليل على وجود صهارة محتملة على المريخ أمر مثير للاهتمام".

من جانبه، تساءل الأستاذ الجامعي ستيهلر عما إذا كان "ما نراه هو آخر بقايا نشاط لمنطقة بركانية سابقة، أو إذا كانت الصهارة تتحرك شرقًا مع بروز منطقة ثوران جديدة".

وتلفت "فرانس برس" في تقريرها، إلى أنه للحصول على الإجابة، ستكون هناك حاجة سريعة إلى بديل لمهمة "إنسايت"، حيث من المقرر أن تتوقف أداة قياس الزلازل فيها عن العمل في الأشهر المقبلة. ولن توفر لها ألواحها الشمسية المسدودة بالغبار ما يكفي من الكهرباء لتشغيلها.

وكانت وكالة "ناسا" قد أعلنت الخميس الماضي أن المركبة "إنسايت"، الموجودة على سطح المريخ منذ عام 2018، ستنفد طاقتها وتتوقف عن العمل في غضون ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع.

وفيما كان من المقرر أن تستمر مهمة "إنسايت"، التي ساعدت في الكشف عن التركيب الداخلي للمريخ ونشاطه الزلزالي لمدة عامين، فقد تم تمديدها إلى أربعة.

ولفت بروس بانيردت، عالم فيزياء الكواكب بمختبر الدفع النفاث التابع لـ "ناسا" والمحقق الرئيس لبعثة "إنسايت"، في تصريحات سابق لوكالة "رويترز"، إلى أن ناسا ستفقد الاتصال بالمركبة عندما تنفد الطاقة.

وتحدث عن نجاح حققته "إنسايت" يفوق توقعاته، قائلًا "لقد حددنا سمك القشرة، وحجم وكثافة القلب الداخلي، وتفاصيل بنية السطح الخارجي. ولأول مرة أصبح لدينا خريطة شاملة مفصلة للجزء الداخلي العميق لكوكب آخر بخلاف الأرض والقمر".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close