الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

ليلة الأشلاء المتناثرة.. فلسطينيون يروون هول اللحظات الأولى لمجزرة رفح

ليلة الأشلاء المتناثرة.. فلسطينيون يروون هول اللحظات الأولى لمجزرة رفح

شارك القصة

الغارة الإسرائيلية أدت لنشوب حريق في "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح - غيتي
الغارة الإسرائيلية أدت لنشوب حريق في "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح - غيتي
تحولت الخيام والملاجئ في رفح إلى رماد، في مشاهد هزّت العالم وأظهرت مواصلة إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة.

بعد يوم من انقشاع الدخان عن مخيم النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة، والذي تعرّض لقصف إسرائيلي الليلة الماضية أدى لاستشهاد أكثر من 45 فلسطينيًا، روى فلسطينون هول اللحظات الأولى للمجزرة.

واستشهد 45 شخصًا، 23 بينهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفق وزارة الصحة في غزة، فيما أُصيب 249 آخرون بجروح، بعد غارة إسرائيلية أدت لنشوب حريق في "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح.

أشلاء متناثرة

وتحوّلت الخيام والملاجئ إلى رماد، في مشاهد هزّت العالم وأظهرت مواصلة إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والتي أسفرت عن استشهاد قرابة 36 ألف فلسطيني.

وقال محمد حمد (24 عامًا): "لم يصب الناس أو يقتلوا فحسب، بل تفحموا". وأضاف: "ابنة ابن عمي، طفلة لا تتجاوز 13 عامًا كانت بين الشهداء. لم تبق لها ملامح على الإطلاق لأن الشظايا فتتت رأسها".

مشاهد من "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح - غيتي
مشاهد من "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح - غيتي

وكانت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيّرة أو "الزنانات" تحلّق أمس الإثنين فوق المخيم المحترق، الذي لم يبق منه سوى صفائح معدنية سوداء وألواح وأوتاد متفحمة. وبدت آثار دماء على بعض ألواح الصفيح.

ولفت حمد إلى أنه "عندما تسقط هذه الصواريخ على برج يكون هناك عشرات الشهداء، فكيف عندما يكونون في خيام؟".

وروى فلسطيني آخر قدّم نفسه باسم مهند شهد، قائلًا: "عندما سمعنا صوت الانفجار، أضاءت السماء فجأة".

طفل مقطوع الرأس

بدوره، قال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير: "هناك جثامين متفحمة بفعل الحروق، ويوجد طفل مقطوع الرأس".

وأشار إلى أن مسبّبات الحريق "استخدام أسلحة تنتج عنها درجة حرارة تزيد عن سبعة آلاف درجة مئوية تصهر جسد الإنسان وتحرق الأخشاب الموجودة في غرف النازحين".

وأردف المغير، الذي أشرف على مكافحة الحريق، أن "عمليات الإنقاذ انتهت الليلة الماضية، فيما استمرت جهود إخماد الحريق لمدة 45 دقيقة"، مضيفًا أن نقص الوقود وشح المياه جعلا مكافحة الحريق صعبة.

وأشار إلى أن من بين الإصابات "جرحى مبتوري الأطراف"، وبين القتلى "أطفال ونساء وكبار في السن".

وفي عيادة تل السلطان في رفح، جُمعت الجثث، ورُسم سهم يشير إلى المشرحة كتب عليه باللغة الإنكليزية: "بلاك زون" (منطقة سوداء). وجلس رجال القرفصاء من مختلف الأعمار ينتحبون بصوت عال.

وقال أحدهم: "لم يكن لدي غيرها". بينما قال آخر أمام كفن آخر: "ليتني كنت معك يا أخي يا حبيبي". وقال رجل وهو يبكي: "جهزنا للطفل الجديد. ذهبت والطفل معها".

في المشرحة، وضعت جثث الشهداء بأكياس بيضاء كتب على بعضها "امرأة"، "طفل"، "مجهول"، أو "امرأة مجهولة".

وقال محمد حمد: "من ضمن المشاهد التي رأيتها أم قدمها مقطوعة تبحث عن أولادها، المشهد مؤلم لا يتخيله عقل، معظم الشهداء أطفال ونساء ولا يوجد أي مستشفى برفح إلا المستشفيات الميدانية".

و"مخيم السلام الكويتي" لجأ إليه النازحون بعد أن طلب منهم جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء منازلهم في أمكنة أخرى من رفح.

وقد أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن استهداف إسرائيل خيام النازحين في مدينة رفح "مجزرة فاقت كل الحدود"، وتحدٍ لقرارات الشرعية الدولية، لا سيما قرار محكمة العدل الدولية التي طالبت إسرائيل قبل أيام بوقف العدوان على رفح.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close