الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مأساة جديدة.. حصيلة قاسية لغرق مركب مهاجرين قرب السواحل السورية

مأساة جديدة.. حصيلة قاسية لغرق مركب مهاجرين قرب السواحل السورية

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول غرق مركب مهاجرين على متنه 170 شخصًا بينهم نساء وأطفال سوريون ولبنانيون (الصورة: تويتر)
أظهرت صور وتسجيلات جثث أطفال ورجال وسيدات عائمة على وجه الماء بعد الفاجعة الجديدة إثر غرق مركب مهاجرين قرب سواحل سوريا.

في حدث مأساوي جديد للحالمين بالوصول إلى أوروبا، انتشلت سلطات النظام السوري، 34 جثة وأنقذت 14 ناجيًا من قارب يحمل مهاجرين قرب مدينة طرطوس الساحلية، والذي أبحر من شمال لبنان، وفق شهادة ناجين.

وذكرت مصادر لـ"العربي" من مدينة طرابلس شمالي لبنان، بأنّ المركب كان يحمل على متنه 170 من الجنسيتين اللبنانية والسورية، مشيرة إلى أنّ المركب انطلق من سواحل منطقة المنية. 

جثث عائمة

ونقل المدير العام للموانئ البحرية التابعة للنظام السوري، سامر قبرصلي لوكالة "رويترز"، عن ناجين قولهم إنّ القارب غادر من المنية في شمال لبنان، قبل أيام، مشيرًا إلى أنّ من كانوا على متن القارب يحملون جنسيات مختلفة.

وذكر كذلك المدير العام، أن عمليات البحث مستمرة في خضم ظروف صعبة بسبب أمواج البحر الهائجة والرياح العاتية.

وأظهرت صور وتسجيلات مصورة جثث أطفال ورجال وسيدات عائمة على وجه الماء وهي ترتدي سترات نجاة، حيث وصلت بعضها إلى شواطئ جزيرة أرواد بطرطوس.

وبث ناشطون مقاطع فيديو، لعمليات الإنقاذ التي يشارك فيها أهالي جزيرة أرواد السورية، حيث ينقل الأهالي ما يمتلكون مازوت لتشغيل القوارب في عمليات الإنقاذ المستمرة.

وإثر ذلك، نفذ الأهالي اعتصامات في ساحة "العبدة" في عكار إلى طرابلس، وسط قطع للطرقات في أكثر من نقطة.

ويقول هؤلاء المعتصمون إنّ 55 شخصًا غادروا لبنان هربًا بمراكب الهجرة غير الشرعية عبر البحر منذ يوم الخميس الماضي، وانقطعت معهم الاتصالات منذ ثلاثة أيام.

وفي هذا الإطار، أكدت مراسلة العربي"، جويس الحاج خوري، أن "معلومات تواردت إلى أبناء طرابلس تفيد بأن الزورق جرى إغراقه عن قصد من قبل السلطات البحرية السورية، وما يزال هناك تضارب بالمعلومات، مما أدى إلى غضب شديد في طرابلس".

وأضافت المراسلة، أن السلطات اللبنانية، لم تتحرك ولا يوجد مواقف رسمية حول الحادث، مشيرة إلى أنه من المرجح أن يتم التواصل مع سلطات النظام السوري لاستعادة جثامين الجثث.

ولفتت المراسلة، إلى وجود ضحايا لا يحملون أوراق ثبوتية، وبالتالي يتعذر التعرف على هويتهم، مشيرة إلى وجود عدد من الأطفال والنساء.

صورة لأحد ضحايا غرق القارب قرب السواحل السورية (تويتر)
صورة لأحد ضحايا غرق القارب قرب السواحل السورية (تويتر)

وأشار الأهالي إلى أنّ أولادهم وفي آخر اتصال معهم عبر خط الثريا أبلغوهم بأن المركب تعطل في جزيرة كريت اليونانية، وناشدوا الأجهزة هناك مساعدتهم من دون نتيجة.

موجة هجرة كبيرة

وشهد لبنان قفزة في معدلات الهجرة مدفوعة بواحدة من أعمق الأزمات الاقتصادية في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

وبجانب من يهاجرون من اللبنانيين، هناك أيضًا لاجئون من سوريا وفلسطين يغامرون بخوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر على متن قوارب الهجرة.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، نظم عشرات الأشخاص في مدينة طرابلس بشمال لبنان احتجاجًا بهدف تنبيه السلطات أنهم فقدوا الاتصال بقارب يحمل على متنه العشرات من المهاجرين.

وقال الجيش اللبناني أمس الأربعاء، إنه أنقذ 55 شخصا كانوا على متن قارب معطل في المياه الإقليمية للبلاد والذي قام بسحبه إلى الشاطئ.

وكان غرق قارب مهاجرين انطلق من منطقة قرب طرابلس لدى اعتراضه من جانب البحرية اللبنانية قبالة سواحل البلاد في أبريل/ نيسان الماضي.

وكان حينها على متن السفينة نحو 80 مهاجرًا لبنانيًا وسوريًا وفلسطينيًا، جرى إنقاذ 40 منهم في حين تأكد مقتل سبعة، ولا يزال نحو 30 آخرين في عداد المفقودين رسميًا.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـ"رويترز" في وقت سابق من هذا الشهر إن عدد الأشخاص الذين غادروا لبنان أو حاولوا مغادرته بحرًا تضاعف تقريبًا في عام 2021 مقارنة بعام 2020، وارتفع مرة أخرى بأكثر من 70% في عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضحت أن الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة تشمل "عدم القدرة على البقاء في لبنان بسبب تدهور الوضع الاقتصادي" "وانعدام فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية ومحدودية فرص العمل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close