الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

مأساة جديدة في غزة.. أحضر الخبز لعائلته فلم يجد من يأكله

مأساة جديدة في غزة.. أحضر الخبز لعائلته فلم يجد من يأكله

شارك القصة

لم تنحصر الغارة الإسرائيلية في منزل أبو الشعر فحسب بل أصابت أيضًا العديد من منازل المواطنين
لم تقتصر الغارة الإسرائيلية على منزل نعيم أبو الشعر فحسب بل أصابت أيضًا العديد من المنازل المجاورة - وكالة الأنباء الفلسطينية
خرج نعيم أبو الشعر من منزله بدير البلح لشراء الخبز لأسرته في الصباح، وعند عودته فجع لرؤية منزله وقد تحول إلى أنقاض إثر غارة إسرائيلية.

لم يتخيل الفلسطيني نعيم أبو الشعر (58 عامًا)، أن مأساة كانت تنتظره عند عودته إلى المنزل بعد شراء الخبز لإطعام أفراد عائلته، جراء غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزله في دير البلح وسط قطاع غزة.

ففي ساعات الصباح الباكر، خرج أبو الشعر وحيدًا في ظل أجواء من البرد، ليحضر القليل من الخبز من أحد أفران المدينة، ليتناول طعام الإفطار برفقة أبنائه وزوجته، لكن عندما عاد إلى منزله، وجد نفسه أمام مشهد لم يكن يتخيله، فالمنزل الذي كان يعتبر ملاذًا له ولأسرته، تحول إلى ركام وأنقاض واستشهد وأصيب من فيه، بفعل غارة إسرائيلية عليه.

ومن النظرة الأولى لأبو الشعر لمنزله من بعيد، خطا بخطوات سريعة تاركًا الخبز خلفه، واقترب ليعرف مصير أفراد عائلته بعد قصف المنزل وتدميره بشكل كامل.

إلا أنه وجد بين الركام بجانب منزله جثمان ابنته، فاهتزت كلماته بالحزن وهو يصرخ، "أمل يابا.. أمل يابا، طولها (أخرجها).. يابا، أين أولادي؟، كلهم كانوا بالدار".

وفوق أنقاض المنزل، حاول عدد من الشبان إزالة الركام والبحث عن جثامين الشهداء الذين قضوا في تلك الغارة، باستخدام أدوات بسيطة.

وخلال عملية البحث بين الأنقاض، تمكنوا من العثور على سيدة تظهر علامات الشيخوخة على يديها، ما يشير إلى أنها مسنة، وقال أحد الشبان الذين يساهمون بالبحث على الجثامين بين الأطلال: "هي والدة أبو الشعر".

خرج أبو شعر من منزله لشراء الخبز لأسرته وعند عودته فجع لرؤية منزله قد تحول إلى أنقاض
خرج أبو شعر من منزله لشراء الخبز لأسرته وعند عودته فجع لرؤية منزله قد تحول إلى أنقاض

ولم تقتصر الغارة الإسرائيلية على منزل أبو الشعر فحسب، بل أصابت أيضًا العديد من منازل المواطنين، وأسفرت عن 15 شهيدًا، وإصابة عشرات آخرين، وفقًا لشهود عيان.

كل من في المنزل استشهد

وبمجرد انتهاء أبو الشعر من تفقد منزله، سارع إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، ليطمئن على أفراد عائلته ويعرف مصيرهم.

وعندما وصل إلى المستشفى، اكتشف أن كل من في المنزل قد استشهدوا بينهم أطفال ونساء ومسنون، حيث بلغ عددهم 15 شهيدًا من عائلة أبو الشعر والعائلات التي تسكن في الأبنية الملاصقة.

اكتشف أبو شعر أن كل من في المنزل قد استشهدوا بينهم أطفال ونساء ومسنون
اكتشف أبو شعر أن كل من في المنزل قد استشهدوا بينهم أطفال ونساء ومسنون

وفي داخل المستشفى، حمل أحد الشبان طفلًا صغيرًا من بين شهداء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزل أبو الشعر، وقال بصوت مرتفع، وعلامات الحزن والغضب تظهر عليه: "حسبي الله ونعم الوكيل".

وما إن حمله حتى بدأ الصحافيون في التقاط الصور ومقاطع الفيديو لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال.

وعلى مقربة من جثامين الشهداء الذين اصطفوا في ساحة المستشفى، احتضن المواطن المكلوم أبو الشعر، جثامين عائلته في وداعهم الأخير.

وبينما كان المسن يلقي نظرات الوداع على أفراد عائلته، قال للصحافيين: "ذهبت لإحضار الخبز منذ الساعة 4 فجرًا، وعدت لأجد كل من في المنزل، نساءً وأطفالًا وشيوخًا، أصبحوا شهداء".

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، انسحبت آليات الاحتلال العسكرية، من المنطقة الجنوبية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد مرور نحو شهر على الاجتياح، مخلفة دمارًا هائلًا في البنية التحتية. ويواصل طيران الاحتلال ومدفعيته قصف المدينة.

تابع القراءة
المصادر:
وكالة الأنباء الفلسطينية
تغطية خاصة
Close