تتخوّف أكثر من 280 عائلة في باكستان من أن يكون أبناؤها من بين ضحايا مأساة القارب في اليونان.
وكان الأسبوع الماضي شهد غرق قارب صيد مكتظ بمهاجرين قبالة السواحل اليونانية في واحد من أكبر حوادث غرق مراكب الهجرة إلى أوروبا.
حمل القارب، الذي بلغ طوله من 20 إلى 30 مترًا، مئات الأشخاص من بلدان من بينها مصر وسوريا وباكستان، لكنه غرق على بعد 80 كيلومترًا من بلدة بيلوس الساحلية جنوب اليونان.
وهناك حبست المياه أنفاس عشرات المهاجرين اليائسين الهاربين من أوطان تعيش الحروب والأزمات، بعدما خانهم الحظ وخذلهم البحر قبل أن يصل بهم القارب من طبرق الليبية إلى "جنة أوروبا" كما كانوا يأملون.
عدد كبير من الضحايا
وقال وزير الداخلية الباكستاني رنا صنع الله للبرلمان: "حتى الآن تواصلت معنا 281 عائلة باكستانية وأخبرتنا أن أبناءها قد يكونون ضحايا لهذا الحادث".
وقدّر صنع الله أن "نحو 350 باكستانيًا كانوا على متن القارب"، في حين تم إنقاذ 12 باكستانيًا.
وأضاف: "لم يُسجل مثل هذا العدد الكبير من الضحايا في أي حادث من قبل حتى الحوادث الإرهابية".
#باكستان تعتقل 10 أشخاص بشبهة الاتجار بالبشر بعد أيام على مصرع عشرات المهاجرين في غرق قارب قبالة سواحل #اليونان#العربي_اليوم تقرير: صابر أيوب pic.twitter.com/5DIoPQczGm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2023
وتعيش باكستان أزمة اقتصادية حادة ناجمة عن عقود من سوء الإدارة وعدم الاستقرار السياسي؛ أدّت إلى استنزاف احتياطاتها من الدولار وتسبّبت بتضخم مفرط وبإغلاق المصانع على نطاق واسع.
وغالبًا ما يسلك الشبان طريق الهجرة عبر إيران وليبيا وتركيا واليونان للدخول بصورة غير قانونية إلى أوروبا.
ويسلك المهاجرون من باكستان إلى أوروبا رحلات محفوفة بالمخاطر. ولا يتصل المسافرون سوى على نحو متقطع بعائلاتهم. ويفضّلون البقاء متخفين بسبب طبيعة الرحلات غير القانونية.
وذكرت السلطات أن مهربي البشر يأخذون حوالي 8000 دولار مقابل نقل الفرد الواحد إلى أوروبا بحرًا بطريقة غير نظامية، بعد السفر جوًا وبشكل قانوني إلى دبي ومصر وليبيا، وفق ما أوردت "رويترز".
عينات من الحمض نووي
إلى ذلك، قالت وكالة التحقيق الفدرالية في باكستان إنها تجمع عينات الحمض النووي من العائلات في مسعى للتعرّف على البقايا التي تم انتشالها من الحطام، مع أخذ 193 عينة من الدم والشعر حتى الآن.
لكن يفوق عدد المفقودين بكثير عدد الجثث التي تم العثور عليها، ما يضعف الأمل لدى العائلات التي تتحدر بأغلبها من الشطر الذي تديره باكستان في كشمير وشرق البنجاب.
وتنقل وكالة "فرانس برس" عن ظفار إقبال (55 عامًا)، والذي أفاد بفقدان اثنين من أبناء أخيه في الحادث، تأكيده على وجوب أن تنهي الحكومة التحقيق في أسرع وقت ممكن، واستعادة الجثث على الأقل ليشعر الأهل والأقارب براحة البال.
وبحسب مسؤول في وكالة التحقيق الفدرالية، تم حتى الآن اعتقال 25 شخصًا من المهربين. وفيما يتم تنفيذ مداهمات تستهدف مهربي البشر، ما زال التحقيق جاريًا.