مؤتمر أممي للبلدان الأقل نموًا تستضيفه الدوحة.. إليكم أبرز أهدافه
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة حتى التاسع من مارس/ آذار الجاري مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموًا، الذي يُقام تحت شعار "من الإمكانات إلى الازدهار"،
ويشكل المؤتمر مساحة تجمع قادة العالم مع ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والبرلمانيين والشباب لطرح أفكار جديدة، والحصول على تعهدات جديدة بالدعم، وتحفيز الوفاء بالالتزامات المتفق عليها من خلال "برنامج عمل الدوحة".
وبحسب موقع الأمم المتحدة، يُتوقع أن يُعلَن في المؤتمر عن مبادرات محددة ونتائج ملموسة تساعد في التصدي لتحديات أقل البلدان نموًا.
والمؤتمر المعني بـ46 دولة مصنّفة ضمن الأقل نموًا في العالم يعقد عادة كل عشر سنوات، لكنه تأجّل مرّتين منذ العام 2021 بسبب وباء كوفيد. ولا تتمثل فيه دولتان من الأفقر في العالم، نظرًا لعدم اعتراف الأمم المتحدة بحكومتيهما: وهما بورما وأفغانستان.
برأي الممثلة السامية للأمم المتحدة لأقل البلدان نموًا رباب فاطمة، فلن يكون العالم قادرًا على التعافي من سلسلة الأزمات إذا تم تناسي البلدان الأكثر فقرًا.
وقالت في حديثها لوكالة "فرانس برس" إن هذه البلدان التي يعيش فيها 1.2 مليار شخص "تعاني على الأرجح من أسوأ تداعيات" الجائحة والكوارث المناخية والحرب في أوكرانيا.
وقد شدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر على أنه "ليس ثمة سبيل نتمكن خلاله من بناء عالم جديد أكثر أمانًا وعدلًا وحرية لليوم والغد سوى سبيل التضامن الدولي الإنساني".
ما هو برنامج عمل الدوحة؟
يشير موقع الأمم المتحدة إلى المقترحات التي تُعرف بـ"برنامج عمل الدوحة"، وهو ما يسميه بـ"جيل جديد من الالتزامات المتجدّدة والمعززة من جانب أقل البلدان نموًا وشركائها في التنمية".
يرتكز هذا الجيل على الأهداف الرئيسية المتمثلة في بناء القدرة على مواجهة الصدمات في المستقبل، والقضاء على الفقر المدقع، وتعزيز أسواق العمل عن طريق تشجيع الانتقال من العمالة غير الرسمية إلى العمالة الرسمية.
كما يلحظ تمكين البلدان من الخروج من فئة أقل البلدان نموًا، وتيسير إمكانية الحصول على التمويل المستدام والابتكاري، ومعالجة أوجه عدم المساواة، داخل البلدان وفيما بينها، وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا والابتكار، وتعميم ريادة الأعمال القائمة على التكنولوجيا، وإحداث التحول الهيكلي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويتحقق ذلك، وفقًا للمصدر نفسه، من خلال شراكة عالمية منشطة من أجل التنمية المستدامة على أساس وسائل تنفيذ معززة وطموحة، وأشكال متنوعة من الدعم المقدم لأقل البلدان نموًا في إقامة أوسع تحالف ممكن من الشراكات المتعددة الجهات صاحبة المصلحة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، تنص المقترحات على تأسيس نظام يساعد الدول التي تواجه أزمة جوع في ظل الجفاف وارتفاع الأسعار.
كما تدعو الخطة إلى بذل جهود من أجل مساعدة البلدان الأقل نموًا على جذب تمويل خارجي، وخفض معدلات الفائدة لتخفيف تداعيات ديونها.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد وافقت على نص مشروع برنامج عمل الدوحة، وأحالته إلى المؤتمر وأوصت بأن يعتمده. وقد فعل ذلك في مارس من العام الماضي.
وفي أبريل/ نيسان، أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموًا، وأهابت بجميع أصحاب المصلحة المعنيين الالتزام بتنفيذه.
وفي الجزء الثاني من المؤتمر الذي يعقد في الدوحة، يجتمع قادة العالم مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب وغيرهم لبناء الخطط والشراكات التي تفي بوعد وطموح خطة عمل الدوحة على مدار العقد التالي، وفق الأمم المتحدة.
ويتوقّع أن تخرج بوتان هذا العام "أو تتخرّج"، كما هو التعبير المعتمد، من مجموعة البلدان الأقل نموًا. وستتبعها بنغلادش ولاوس ونيبال وأنغولا وساو تومي وبرينسيبي وجزر سليمان بحلول عام 2026. لكنها ستخسر الامتيازات المرتبطة بالتجارة والمساعدات.