أعلن قادة قوى سياسية ومدنية سودانية الأحد، امتناعهم عن التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة لـ "عدم استصحاب ملاحظاتهم وتعديلاتهم".
وكانت الفصائل السياسية السودانية المتنافسة قد حضرت محادثات رسمية للمصالحة في العاصمة المصرية السبت، وهي الأولى منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل 15 شهرًا تقريبًا، لكنها أقرت بأن فرص إنهاء الحرب سريعًا تبدو ضئيلة.
في التفاصيل، فقد صدر بيان مشترك عن 12 شخصية سياسية ومدنية شاركت في المؤتمر أبرزهم رؤساء حركات مثل الحركة الشعبية، وحركة العدل والمساواة، ورئيس حركة تحرير السودان، وهم من قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية التي تضم حركات مسلحة وأحزابا سياسية وقوى مدنية.
وعبر البيان عن الشكر لمصر على "الدعوة الكريمة لعقد اجتماعات في القاهرة، بهدف إيجاد أفق لحل الأزمة السياسية وإنهاء الحرب".
وتابع البيان: "بالإشارة إلى البيان الختامي لمؤتمر القاهرة أبدت القوى السياسية والمدنية رفضها الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) لتحالفها مع الدعم السريع.. وأسباب أخرى تتصل بعدم إدانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة الإنسان".
تحفظ على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة
وأردف: "عطفًا على ذلك تم رفض تشكيل آلية مشتركة مع تنسيقية تقدم، ولذلك امتنعت القوى السياسية والمدنية عن التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة".
كما أوضحت القوى السياسية والمدنية أن البيان الختامي الذي تم إصداره لم يستصحب ملاحظاتها وتعديلاتها التي لم تذكرها بدورها في بيانها، كما لفتت إلى "أن الشخص الذي تلى البيان غير متفق عليه".
وتضم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، أحزابًا ومنظمات مدنية، تكونت بعد اندلاع الحرب في السودان لتوحيد المدنيين بهدف إنهاء الحرب، أبرزها أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير، ويرأسها عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، وترفض اتهامها بالاصطفاف إلى جانب أحد طرفي الصراع.
السيسي يشدد على "ضرورة مشاركة كل الأطراف"
وفي وقت سابق الأحد، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على ضرورة "مشاركة كل الأطراف" في الانتقال السياسي للسودان، الذي يشهد حربًا بين قوات الجيش و"الدعم السريع" منذ أكثر من عام.
جاء ذلك خلال لقائه وفدًا من المشاركين في المؤتمر الذي عُقد تحت عنوان: "معًا لوقف الحرب في السودان" بمشاركة ممثلين لتلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان"، وفق الخارجية المصرية.
من جهة ثانية، لم يحضر ممثلون عن الجيش السوداني ولا قوات "الدعم السريع" المحادثات.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن التدهور الكبير في الوضع الإنساني والعواقب الكارثية لهذه الأزمة، تتطلب العمل على وقف العمليات العسكرية بصورة فورية ومستدامة.
وفي نهاية العام الماضي، انهارت محادثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية.