شهدت القاهرة، اليوم السبت، افتتاح مؤتمر دولي لبحث وقف الحرب بالسودان المستمرة منذ أكثر من عام، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مطالب مصرية رسمية بوقف "نزيف الدم" في الدولة الجارة.
وافتتح مؤتمر القوى السياسية السودانية تحت عنوان: "معًا لوقف الحرب في السودان"، بمشاركة وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، وفق بيان.
وأفاد بيان الخارجية المصرية، بأن عبد العاطي، "افتتح مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية والذي يعقد اليوم في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة".
غياب لطرفي النزاع عن المؤتمر
وشارك في المؤتمر "ممثلو تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان"، وفق البيان دون تفاصيل أكثر بشأن هوية المشاركين.
مراسل التلفزيون العربي في القاهرة أحمد حسين أشار إلى أن قوى مدنية سودانية تشارك في المؤتمر وسط غياب أي حضور رسمي لطرفي الصراع السوداني.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الخارجية المصري "خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل".
وأكد أن "التداعيات الكارثية (للحرب في السودان) التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة".
ولفت إلى أن وقف الحرب "يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني".
وأوضح الوزير المصري، أن بلاده "استقبلت مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة.".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن بلاده "ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي".
وأكد أن "أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية".
ولفت إلى أن "استضافة مصر لهذا المؤتمر تعد استكمالًا لجهودها وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لاسيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة إيغاد".
"توقيت مفصلي"
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربًا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وقادت واشنطن والسعودية محاولات وساطة لإنهاء النزاع دون أن تثمر بعد عن استجابة لوقف إطلاق النار.
وحذّر تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، في نهاية الشهر الماضي، من خطر حدوث مجاعة في 14 منطقة سودانية بولايات دارفور وكردفان والجزيرة والعاصمة الخرطوم.
وكشف التقرير أن نحو 755 ألفًا في السودان يواجهون وضعا كارثيًا هو أحد أسوأ مستويات الجوع الشديد. ويعاني 8.5 ملايين نسمة أو نحو 18% من السكان نقصًا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد ووفيات، أو يتطلب إستراتيجيات تعامل طارئة وفقًا لهذا التحديث.
بدروه، قال عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية "تقدم" المشارك بالمؤتمر إن "مؤتمر القاهرة" ينعقد في توقيت مفصلي بالنسبة للدولة السودانية التي تواجه أزمة وجودية أودت بحياة الكثير من أبناء شعب السودان.
وأوضح حمدوك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المصرية أن المؤتمر يعالج ثلاث قضايا رئيسية: الأولى تتعلق بوقف الحرب، والثانية تخص الأزمة الإنسانية التي تعد الأكبر في العالم اليوم، والثالثة والأخيرة وهي مهمة للغاية هي بحث العملية السياسية وأجندتها والمبادئ العملية الأساسية.