الأحد 15 Sep / September 2024

مؤتمر روما للهجرة.. لماذا ترغب أوروبا باستنساخ التجربة التونسية؟

مؤتمر روما للهجرة.. لماذا ترغب أوروبا باستنساخ التجربة التونسية؟

شارك القصة

حلقة جديدة من "للخبر بقية" تناقش آفاق مؤتمر روما للهجرة والعوائق والتحديات التي تقف أمام البلدان الأوروبية (الصورة: غيتي)
يسعى القادة الأوروبيون إلى فتح قنوات تعاون ضد الهجرة غير النظامية مع دول شمال إفريقيا، ابتداءً بمصر والمغرب، على غرار الاتفاق مع تونس.

تحت شعار مواجهة الهجرة غير النظامية عبر المتوسط، انعقد مؤتمر دولي في العاصمة الإيطالية روما، بدعوة من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وبحضور قادة أوروبيين وعرب بينهم الرئيسان التونسي قيس سعيّد والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنيفي، فضلًا عن مسؤولين من مؤسسات مالية دولية.

وأعلنت ميلوني التي تقود الحراك الأوروبي ضد الهجرة غير النظامية، إطلاق مبادرة بين أوروبا ودول حوض المتوسط بشأن الهجرة، مشيرة إلى أنّ هذه المبادرة تندرج ضمن ما يُعرف باسم "مسار روما"، والذي يحتاج إلى مزيد من المباحثات.

بدورها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى توزيع أعباء مواجهة الهجرة غير النظامية، بينما أكد الرئيس التونسي الذي يواجه انتقادات داخلية في هذا الشأن، أنّ بلاده لن تقبل ما وصفه بـ"التوطين المُبطّن للمهاجرين"، وأن تكون "ممرًا ومستقرًا للخارجين عن القانون".

ما يسعى إليه القادة الأوروبيون هو فتح قنوات تعاون ضد الهجرة غير النظامية مع دول شمال افريقيا، ابتداءً بمصر والمغرب، على غرار الاتفاق مع تونس.

غير أنّ باحثين أوروبيين في شؤون الهجرة، شكّكوا في إمكانية تحقيق أهداف اتفاقيات الشراكة، لأنّ رحلات الهجرة ليست مياهًا تخرج من صنبور يُغلقه ويفتحه بعض السياسيين حسب الرغبة.

ويرى آخرون أنّ تكثيف القادة الأوروبيين لنشاطهم ضد الهجرة، هو بالدرجة الأولى خطوة رمزية هدفها إظهار التزامهم أمام ناخبيهم بتنفيذ الوعود الانتخابية في هذا الشأن.

إزاء ذلك تُطرَح علامات استفهام، فما أهداف مؤتمر روما؟ وما مدى واقعية الطروحات التي قدّمها المشاركون لمواجهة الهجرة غير النظامية؟ وما أسباب رغبة الأوروبيين في استنساخ اتفاقهم مع تونس في هذا الشأن؟

"رؤية تعاونية لحل أزمة الهجرة غير النظامية"

في هذا السياق، أوضح فرانشيسكو غوبيلاي، رئيس معهد "نادزبوني فيتورا" للأبحاث، أنّ الاقتراح الإيطالي واقعي جدًا، خاصة وأنّ الحكومة تفرّق بين الهجرة النظامية والهجرة غير النظامية.   

وقال غوبيلاي، في حديث إلى "العربي" من روما: إنّ أوروبا بشكل عام تسعى لإيجاد حل للهجرة غير النظامية تحديدًا، مضيفًا أنّ الحل لا يكون باعادة توزيع المهاجرين غير النظاميين بل بوقف الهجرة غير النظامية بدءًا بدول شمال افريقيا التي يغادر منها هؤلاء المهاجرين.

وأكد أنّ الطروحات الإيطالية من تنمية إفريقيا وتحسين ظروف المعيشة، تتطلّب وقتًا طويلًا لتنفيذها، كما أنّها ليست مشروعًا سهل التحقيق، ولذلك تحدّثت أوروبا عن رؤية تقوم على التعاون لحلّ أزمة الهجرة غير النظامية.

"مسار روما سيفشل"

بدوره، أشار رمضان بن عمر، المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إلى أنّ مسارات الربط بين الهجرة والتنمية والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بقيت حبرًا على ورق، لأنها تنطلق من مقاربة أمنية تعتبر الهجرة تهديدًا أمنيًا للمنطقة ككل.

وقال بن عمر، في حديث إلى "العربي" من تونس: إنّ الحديث عن هذا التهديد كان موجودًا في المقايضة الأخيرة مع تونس، والأموال التي لا نعرف تفاصيل حول آليات تنفيذها وجدولها الزمني.

وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي اختار تمديد حدوده إلى دول الجوار في الجنوب، وبالتالي فانه يعسكر السواحل من رادارات وطيارات مسيّرة، وجدران لمنع تنقّل المهاجرين.

ورأى أنّ "مسار روما" سيفشل على غرار كل هذه المقاربات السابقة الفاشلة.

"قلق من الاتفاق مع تونس"

من جهتها، أبدت الدكتورة يائيل شاشر، مديرة قسم الأميركيتين وأوروبا في منظمة اللاجئين الدولية، قلقها من أنّ الاتفاق مع تونس لا يشمل ضمانات حماية لحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء.

وأشارت شاشر، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن أجهزة الأمن التونسية تقوم بتطويق واعتقال المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، وتطردهم وتنتهك حقوقهم.

وأكدت أنّه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق يسمح بمثل هذه الإجراءات الردعية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close