تُعتبَر الخطوبة علاقة اتفاق شفهي بين عائلتين تخص طرفي العلاقة وهي فترة للتعارف بين الشريكين تمهد لإكمال العلاقة أو إنهائها.
وتختلف ردة فعل الفتيات في مرحلة الخطوبة فالبعض منهن يتحمسن لتحضيرات الزفاف فيما تعيش أخريات فترة من الخوف والقلق. ويقول المستشار الأسري والتربوي، خليل الزيود في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن الخوف ينتج عن تجارب خاصة، للفتاة أو لأحد من محيطها". وتعكس غياب الحماسة للزفاف أو التحضير له وجود مشكلة عند أحد الطرفين.
ويضيف: "لا يجب الذهاب للزفاف لأنه سنة حياة فحسب، فالشاب أو الفتاة يستطيعان أن يعيشا طيلة حياتهما دون زواج، أمّا الزواج فهو إكمال لهذه الحياة، لكن الزواج ليس هدفًا بذاته".
ما مدى صدقية الانطباع الأول عن الشريك؟
يرفض الزيود فكرة الانطباع الأول، وعن الحب من النظرة الأولى يقول: "يقول البعض إنه ما لم يدق القلب للشريك من النظرة الأولى فهو ليس الشريك الأفضل، وهذا مفهوم خاطئ عن العلاقة". ويضيف: "لا حب من أول لقاء".
وينتقد الزيود سرعة تطور العلاقة وحرق المراحل دون تأنّ، قائلا: "يجب أن نتعلق بهذه العلاقة وألا نقبض عليها كثيرًا بل أن نري الطرف الآخر أن العلاقة تسير من خلال التكامل". ويعتبر أن التنازلات يجب أن تكون متبادلة.
ويشير إلى ضرورة أن يكون التواصل بين الشريكين عبر الحوار المتبادل على أن لا يملي أحد حديثه على الآخر المستمع فقط.
ما هي المؤشرات التي تفرض فسخ الخطوبة؟
حسب الزيود فإن مرحلة الخطوبة عادة ما تتسم "بالكذب" والوعود الواهية. كما يتحدث عن عدد من المؤشرات باعتبارها علامات ينبغي أن تقود إلى فسخ الخطوبة. ويوضح أن المشاكل كتدخلات الأهل وإخفاء الأمور المالية واللجوء إلى وسائل التواصل عند الخلاف، هي علامات صغرى. وهنا على الشريك مواجهة شريكه والتحدث لحل هذه المشاكل.
أمّا العلامات الكبرى للانفصال، فهي تعنيف أحد الشريكين للآخر، ويقول: "الضرب خط أحمر ومن يتجرأ أن يمد يده على شريك حياته لا يصلح أن يكون زوجًا".
ويجب أن يتأكد الطرفان من نية الطرف الآخر، فالبعض يدخل في علاقة جديدة بنوايا كيدية ورغبة بإثارة غيرة صديق قديم، أو يقوم بخيانة شريكه رغبة في كيده.
ويشير الزيود إلى وجود الشريك المتذمر المنتقد باستمرار. إذ هناك الشريك الذي يحب الانضباط في حياته وهو أمر طبيعيّ، أمّا النوع الآخر فهو المنتقد الذي لا يعلل سبب انتقاده.
كذلك يعتبر أن هناك قرارات تخص كل شريك على حدة طالما لا تؤثر على العلاقة. ويعتبر أن فشل الزواج أو نجاحه هو مسألة تتعلق بالشريكين وليس بشريك واحد.