رحل السيناريست والروائي الفلسطيني حسن سامي يوسف في دمشق اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 79 عامًا، مخلّفًا مسيرة حافلة بالنضال الوطني وإرثًا أدبيًا خالدًا للأجيال المقبلة.
وُلد يوسف عام 1945 في قرية لوبيا الفلسطينية، قبل أن ينتقل إلى لبنان عام 1948، وبعدها إلى دمشق حيث استقرّ حتى مماته.
تُوفي والده وهو في عمر السابعة، الأمر الذي ترك أثرًا كبيرًا في حياته، إذ لطالما قال: "لم أنعم بأي طفولة".
"أبو علي" و"المعلّم"
في دمشق، تلقّى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدراس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا". وتخرّج من ثانوية عبد الرحمن الكواكبي، ليعمل في المسرح القومي.
بعد نكسة عام 1967، أسّس مع عدد من الشبان فرقة المسرح الوطني الفلسطيني، التي قدّمت عروضًا كثيرة على مسارح العواصم العربية.
عام 1973، حصل على شهادة الماجستير من "المعهد العالي للسينما" في موسكو، ليعود بعدها إلى دمشق ويُعيّن رئيسًا لدائرة النصوص في "المؤسسة العامة للسينما".
رغم أنّه لم يختبر طعم الأبوة، كان أصدقاؤه ينادونه بـ"أبو علي".
كما لقّبه محبّوه بـ"المعلم"، نظرًا لقدراته الكبيرة في الكتابة الروائية والأدبية والفنيّة.
"سوري لم يتهرّب من فلسطينيته"
أصدر روايته الأولى "فلسطيني" عام 1987، قبل أن تكرّ السبحة بعشرات الإصدارات الأدبية والروائية منها: "الزورق"، و"رسالة إلى فاطمة"، و"بوابة الجنة"، و"على رصيف العمر".
وإذ رأى أنّ فلسطين بحد ذاتها هي سوريا، كان يعتبر يوسف أنّه سوري في المقام الأول لكن من دون أن يتهرّب من فلسطينيته؛ وهو ما جسّده في روايته "عتبة الألم" عام 2016، والتي تُعتبر بمثابة سيرة ذاتية له.
وقال: "فلسطين أرض سورية تمّ اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمنًا بأنني سوري أعطوه اسم فلسطيني، تمامًا كما أن هناك حلبيًا، حمصيًا".
أشهر أعماله
كما كتب يوسف نحو 20 عملًا فنيًا في السينما والتلفزيون، تنوّعت بين سيناريوهات ومعالجات درامية واستشارات فنية.
ومن أشهر أعماله التلفزيونية: "الانتظار"، و"الغفران"، و"زمن العار" و"السراب"، و"الندم"، و"فوضى". أما في السينما، فكتب: "الاتجاه المعاكس"، و"غابة الذئاب"، و"قتل عن طريق التسلسل"، و"يوم في حياة طفل"، و"بوابة الجنّة".
خلال مهرجان دبي السينمائي عام 2003، صُنّف فيلم "نجوم النهار" الذي كان يوسف مستشاره الدرامي، ضمن أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربية.
وحاز على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل سيناريو عن مسلسل "نساء صغيرات" في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1999، وجائزة محمد بن راشد للدراما العربية عن مسلسل "زمن العار"، وجائزة التلفزيون السوري لأفضل سيناريو عن المسلسل ذاته.