مع مرور 100 يوم على بدء عدوان إسرائيلي لم يستثن في غزة شيئًا، صدحت حناجر الملايين في بلدان مختلفة تنديدًا بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع الفلسطيني المحاصر.
فربما لم يحدث منذ عقود أن أجمعت شعوب العالم على عدالة قضية معينة، مثلما جرى الإجماع على عدالة قضية الفلسطينيين، وربما لم يتظاهر العالم من أجل قضية كما فعلت شعوب عديدة من أجل غزة.
مظاهرات حاشدة تضامنًا مع غزة
وشهدت مدن وعواصم غربية مسيرات وصفت بالمليونية، شارك فيها عرب وأجانب وأصحاب جنسيات وعرقيات مختلفة للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ففي شوارع بريطانيا، خرج نحو نصف مليون شخص رغم درجات الحرارة المنخفضة والصقيع الشديد، ومثلهم آلاف آخرون في السويد حاملين شعارات تطالب بإنهاء الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة.
وبسبب ضخامة وحجم المظاهرات في لندن، نشرت القوى الأمنية البريطانية ما لا يقل عن 1700 شرطي لتأمين الشوارع ومنع حدوث أعمال شغب ضد المتظاهرين.
وامتد لهيب الاحتجاجات إلى الولايات المتحدة، ففي العاصمة واشنطن تظاهر آلاف المؤيدين لفلسطين وهتفوا "أوقفوا إطلاق النار الآن"، و"أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية".
ومن على منصة في موقع قريب من البيت الأبيض، قدم العديد من الأميركيين الفلسطينيين المنحدرين من غزة روايات مؤثرة عن أصدقائهم وأقاربهم الذين استشهدوا أو أصيبوا في القطاع، وحثوا الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء الدعم العسكري والمالي لإسرائيل.
وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، خرج آلاف الناشطين المؤيدين لتحرير فلسطين في كوريا الجنوبية إلى شوارع العاصمة سول، وأعربوا عن تضامنهم مع غزة، ونددوا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي والجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وأثارت المظاهرات الحاشدة التي لم يسبق لها مثيل كما عبر ناشطون، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، واجتمعت أغلب التصريحات على أن فكرة إزالة الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تغذي الوعي الغربي.
فكتب هشام حيدره: "من النتائج الإيجابية للحرب على غزة وقوف شعوب العالم مع القضية الفلسطينية، وظهور ازدواجية الحكومات الغربية التي تدعي أنها راعية السلام والحقوق والحريات وممارسة الديمقراطية في التعبير عن الرأي العام، بحسب قوله.
أما الناشط سعد، فعلق قائلًا: لعلكم تصلحون ما فعله بلفور بوعده المشؤوم.
من ناحيتها، عبرت غلاديز ويليامز عن رأيها، وقالت إنه أمر مذهل أن ترى هذه المسيرات الضخمة تطالب بوقف الحرب وإرساء السلام.
بدوره، قال الناشط عبد الناصر قاسم في تغريدة له: "لم أر الإنسانية إلا في وقتنا الحاضر، وإنه لمن الفخر والاعتزاز أن نجد من غير ألواننا وجنسنا ولغتنا وعقيدتنا من يساندنا ويهتف بصوته العذب لا للاحتلال، لا للقتل، لا للتدمير".
