الخميس 12 Sep / September 2024

ما خلفيات الاشتباكات المسلّحة غير المسبوقة في السويداء السورية؟

ما خلفيات الاشتباكات المسلّحة غير المسبوقة في السويداء السورية؟

شارك القصة

نافذة إخبارية حول الاشتباكات في محافظة السويداء السورية (الصورة: تويتر/ سويداء 24
فجّر اعتقال بعض الأهالي المواجهة في السويداء، حيث بدأت المناوشات وانتهت بالهجوم على الميليشيا الموالية للنظام.

يؤرخ المشهد في محافظة السويداء جنوبي سوريا للحظة تشبه انتصارًا صغيرًا في وجه ما يصفه الأهالي بميليشيات مستبدة تكبدهم لسنوات عناء العيش بمشقة في مدينتهم.

ويُطلق الرصاص في السويداء تمهيدًا لانتهاء نفوذ إحدى أبرز الميليشيات في المنطقة، بزعامة راجي فلحوط، أحد القادة الأمنيين التابعين للأمن العسكري التابع للنظام السوري، بعد أكثر من أسبوع من المعارك والاقتتال مع فصائل مسلحة محلية، خلفت مقتل 23 شخصًا.

وفجّر اعتقال بعض الأهالي المواجهة في السويداء، حيث بدأت المناوشات وانتهت بالهجوم على الميليشيا الموالية للنظام.

ويقول الأهالي إنهم رغم كل الأهوال التي تكبدوها، ما زالوا قادرين على إشهار رفضهم لظلم النظام وميليشياته التي تحكم سيطرتها على كل شيء.

وإن كان هذا الحدث غير مسبوق في السويداء، إلا أنه بنظر الكثير من النشطاء السوريين غير مستغرب. فقد خرجت المدينة في أكثر من مناسبة احتجاجًا على أوضاعها المعيشية القاسية وعلى قهر النظام للأهالي وتنكيله بهم.

ففي السويداء، وكما في أجزاء كثيرة من سوريا خاضعة لسيطرة النظام، يختفي بعض الأفراد ويتم ترهيبهم قسرًا. فقد دمّرت الحرب في سوريا كل شيء، لكن الأسوأ أنها أفقدت السوريين أمان معيشهم.

النظام يدير الفوضى

في هذا السياق، يعتبر الكاتب الصحافي حافظ قرقوط أن "النظام السوري حاول أن يدير الفوضى في السويداء، لأنه لم يعد لديه القدرة على إدارة الانضباط العام أو أن يمثل نفسه كدولة، فخلال الفترة الماضية رأى أن إدارة الخراب أسهل من إدارة أمور الناس وتقديم الأمن والخدمات والخبز والكهرباء للناس".

وقال في حديث إلى "العربي" من ستوكهولم: "لم يعد لدى النظام أدوات حقيقية، ولم يعد لديه الرغبة لأنه لا يتكل على رجال ونساء دولة مرموقين، بل على قرارات أمنية اعتباطية".

واعتبر أن السويداء لطالما كانت موضوع حرج بالنسبة للنظام كون غالبية سكانها من الطائفة الدرزية، وقد حاول أن يسوّق نفسه بأن ما يجري في سوريا هو نوع من "الإرهاب"، وأنه يحاول أن يحمي الأقليات. 

وأشار قرقوط إلى أن "النظام حاول أن يرمي السويداء في خلافات مع درعا وفشل، واعتمد على بعض التشكيلات المحلية في ما يسمى سابقًا بقوات الدفاع الوطني، واستنجد ببعض عملائه من لبنان الذين حاولوا تشكيل فصائل لكنهم فشلوا".

وقال قرطوط: "إن الحاضنة الشعبية في السويداء متماسكة وإن بدا ظاهريًا أن هناك فوضى ما".

تفجير المحافظة من الداخل

ولفت قرقوط إلى أن الفصيل الذي وقعت معه الاشتباكات الأخيرة تمت تنميته من قبل الأمن العسكري الذي يدير جنوب سوريا الذي يضم السويداء ودرعا.

كما اعتبر أن "تفجير المحافظة من الداخل عبر خلافات هو أسهل على النظام من بسط السلطة الأمنية، حيث تتميز السويداء بتركيبة خاصة وتضم عددًا كبيرًا من المثقفين والسياسيين تاريخيًا، وهي خالية من الأمية وقرابة نصف سكانها من المهاجرين، لذا يختلف التعامل معها".

ورأى قرقوط أن "ردة فعل النظام على الأحداث الأخيرة غير معلومة، فهو يفكر بطريقة العصابة وقد يستغل لحظة ما لكي يدمّر كل شيء".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close