فازت كولومبيا على أوروغواي 1-صفر في مباراة نصف نهائي كأس كوبا أميركا، رغم خوض الشوط الثاني بعشرة لاعبين فقط، وذلك بفضل ضربة رأس من جيفرسون ليرما بالشوط الأول، لتضرب موعدًا في النهائي مع الأرجنتين حاملة اللقب في المباراة الختامية للبطولة يوم الأحد.
وتحولت نهاية المباراة لفوضى باشتباك لاعبي أوروغواي مع جماهير كولومبيا في المدرجات، وساد الهرج والمرج بين اللاعبين والجماهير، بينما كان رجال الأمن يكافحون لإعادة النظام في شارلوت بولاية نورث كارولاينا بالولايات المتحدة التي تستضيف البطولة، بينما أكد اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (الكونميبول) أنه سيحقق في الحادث.
ووصلت كولومبيا إلى النهائي بعد 23 عامًا من الغياب، حيث تبحث عن إحراز اللقب الثاني في تاريخها بعد 2001 عندما تغلّبت على المكسيك 1-0، وذلك بعدما خسرت النهائي الأوّل لها عام 1975 ضد البيرو.
كذلك، رفعت كولومبيا سلسلتها إلى 28 مباراة دون خسارة، وهو رقم قياسي لمنتخب "كافيتيروس" ماحيًا السابق بين 1992 و1994 في أيام كارلوس فالديراما وفريدي رينكون.
رودريغيز يتفوق على ميسي
ويأتي ذلك، في الوقت الذي كانت فيه معظم الجماهير البالغ عددها أكثر من 70 ألف متفرج تساند كولومبيا من البداية، حيث سجل ليرما هدف الفوز بعدما أهدر داروين نونيز مهاجم أوروغواي ثلاث فرص جيدة لوضع فريقه في المقدمة.
ودفعت أوروغواي ثمن الفرص الضائعة عندما ارتقى ليرما فوق الدفاع ليحول تمريرة عرضية من ركلة ركنية إلى مرمى الحارس سيرخيو روشيت في الدقيقة 39 ليحقق جيمس رودريغيز، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة للمرة الرابعة في خمس مباريات، تمريرته الحاسمة السادسة في البطولة.
وقال رودريغيز، الذي حطم الرقم القياسي للأرجنتيني ليونيل ميسي، بخمس تمريرات حاسمة في بطولة واحدة لكأس كوبا أميركا، "لقد قدمنا مباراة ممتازة. الحكم لم يكن جيدًا. المباراة كانت معقدة للغاية أمام منافس قوي جدًا، لكننا تأهلنا للنهائي بجدارة. أنا هنا منذ 13 عامًا تقريبًا وأريد هذا اللقب. نحن سعداء".
وكانت المباراة قد اتخذت منعطفًا جديدًا في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول، عندما ضرب الظهير الأيمن دانييل مونوز لاعب أوروغواي مانويل أوغارتي بالمرفق في صدره عند توقف اللعب، ليحصل على الإنذار الثاني ومن ثم البطاقة الحمراء.
ومع استحواذ أوروغواي على الكرة في الشوط الثاني، دفع المدرب مارسيلو بيلسا بالمهاجم المخضرم لويس سواريز في الدقيقة 67، وكاد أن يسجل بعد لحظات، إذ ارتطمت تسديدة المهاجم البالغ عمره 37 عامًا بالقائم ليسقط على ركبتيه محبطًا.
وأتيحت لكولومبيا فرصة ذهبية لحسم الفوز في الدقيقة 88، عندما استحوذت على الكرة داخل منطقة جزاء أوروغواي لكن ماتيوس أوريبي أرسل تسديدة أرضية منخفضة إلى جوار القائم.
ولم تصدق جماهير كولومبيا نفسها، وهي تشاهد أوريبي يطلق تسديدة أخرى هائلة من داخل المنطقة أيضًا اصطدمت بالحارس روشيت والعارضة، في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع.
"أسد خانته العاطفة"
وقال بيلسا: "كنت أفضل تجنب طرد لاعب كولومبيا. ما حدث في الشوط الثاني بالنظر للطريقة التي اضطروا للعب بها للحفاظ على النتيجة في ظل النقص العددي صنع تحديات أكبر من تلك التي كنا سنواجهها إذا كانوا 11 لاعبًا".
من جهته، قال مواطنه نستور لورنسو، مدرب كولومبيا، إن فريقه كوفئ لمقاربته الإيجابية في المباراة: "تقدّمنا، خاطرنا، وتحلّينا بالشجاعة. بعد النقص العددي، احتفظنا بمهاجمَين.. وهذه خطوة شجاعة كوفئنا عليها"، وعن لاعبه المطرود دانييل مونوز، أضاف: "داني محبط نوعًا لأنه أسد وقد خانته العاطفة. عانقته وقلت له: بدونك لم نكن لنكون هنا".
وستلعب كولومبيا مع الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في النهائي في فلوريدا، يوم الأحد المقبل، فيما ستبقى أوروغواي في شارلوت لمواجهة كندا بعد غد السبت لتحديد صاحب المركز الثالث.
وهذه أفضل نتيجة لأوروغواي في كأس كوبا أميركا منذ فوزها باللقب عام 2011، وهي تتساوى مع الأرجنتين حيث لكل منهما 15 لقبًا، وستنفرد الأخيرة بالرقم القياسي للفوز بالبطولة، في حال فوزها على كولومبيا في ميامي غاردنز.
وبعد المباراة أظهرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، بعض لاعبي أوروغواي يصعدون للمدرجات، ويتبادلون الضربات مع جماهير كولومبيا فيما يحاول رجال الشرطة الفصل بين الجانبين.