Skip to main content

مبان وتراث وتاريخ.. إرث حضاري ومعماري مهدد بالاندثار في طرابلس اللبنانية

الأحد 19 فبراير 2023

ليست مدينة طرابلس اللبنانية إلّا متحفًا مفتوحًا، وتبدو على الرغم من فقر سكانها كأنها صفحات من تاريخ يجمع في طياته عصورًا مختلفة مملوكية وعثمانية وصليبية وفاطمية وبيزنطية. 

ويظهر هذا التاريخ الطويل على بعض المساجد والكنائس والمباني السكنية والمدارس والأسواق، لكن يُخشى عليه من الاندثار مع انهيار مبان أثرية وغياب مشاريع الترميم الجماعية والهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال جنوب تركيا

ويروي أحد سكان المدينة لـ"العربي" أنه يخاف على أولاده من المكوث في المنزل منذ حدوث الزلزال. ويقول: "عندما أدخل إلى المنزل ينتابني الخوف وأسمع صوت الجدران وكأنها تتصدع".

مئات المباني المهددة بالسقوط

ويشير المختص في الهندسة الإنشائية والجيوتقنية سفوان الشهال أنه جرى مسح لمئات المباني في المدينة وتبين أن هناك نحو مئات منها آيلة للسقوط وهو أمر مخيف حيث تنحصر هذه المباني في الأحياء الشعبية. 

ويقول: "هناك مشاكل إنشائية تؤثر على أساس المبنى وجاء الزلزال وفتح العيون على هذه المشاكل". 

وبعد زلزال تركيا وصل عدد المباني المهددة بالسقوط إلى 700 مبنى. 

إرث من العمارة والزخارف

ومن جهته، يلفت المهندس المختص في ترميم المباني الأثرية وسيم ناغي إلى أن طرابلس هي الأغنى في لبنان على مستوى المباني التراثية التي تعود إلى الفترة ما بين حقبة المماليك والقرون الوسطى والصليبيين مرورًا بالعثمانيين والانتداب الفرنسي وعصر ما قبل الحداثة والحداثة.

ويقول: "هناك إرث وكنوز من العمارة ومعظمها غير مرئية لكنها تشكل رافعة إذا ما تم استثمارها والحفاظ عليها"، مضيفًا أن "طرابلس مؤهلة لأن تكون عاصمة التراث المبني".

وتحتاج عشرات المباني الأثرية إلى إعادة ترميم، ما دفع مهتمين بالآثار إلى رسم الزخرفات الموجودة على مبان عمرها مئات الأعوام وتوثيقها في كتاب تحسبًا لأي طارئ قد يطيح بتاريخ المدينة.

ويشير صاحب مبادرة توثيق الزخارف على المباني الأثرية باسم زودة إلى أنّ مدينة طرابلس تملك أكبر إرث فني في لبنان وأهمه الزخرفات الإسلامية.

ويقول: "تمكنت من إحصاء 110 زخرفات في المدينة موجودة في المدارس والجوامع والحمامات"، لافتًا إلى أنها معرضة للاندثار بسبب الزلازل أو الترميم الخاطئ. 

ويشرح زودة أنه يقوم بتوثيق الزخرفات هندسيًا ولا يقتصر عمله على تصوير هذه الزخرفات. ويضيف: "تم توثيقها كما رُسمت منذ 700 عام". 

المصادر:
العربي
شارك القصة