Skip to main content

من أهم الأماكن في طرابلس.. سوق المشير يخوض معركة الحفاظ على الهوية

الأحد 25 ديسمبر 2022

بنى المشير رجب باشا سوقًا بين عامي 1906 و1908 أثناء توليه حكم ولاية طرابلس وسمّي باسمه "سوق المشير". وعلى الرغم من مرور السنوات على هذا المكان إلا أن الزمن لم يقدر على تغيير معالمه لكنه غيّر محتواه.

ويشرح فتحي الخوجة، أحد تجار السوق، كيف غادرت المكان الكثير من الحرف والمهن النحاسية وصناعة الصوف ولم يعد هناك اليوم من يهتم بمثل هذه الحرف.

كما غادرت مهن أخرى مثل بيع الكتب وحل مكانها بيع الذهب والفضة. وعلى الرغم من هذا فإن السوق ما يزال جاذبًا للزوار. ومن هذه الأماكن مسجد أحمد باشا القرمانلي الذي بُني قبل نحو ثلاثة قرون.

ويوضح الصادق التومي، أحد زوار السوق، أن الناس تأتي من كل أنحاء ليبيا "وبعيدًا عن البيع والشراء فإن الناس تأتي للفرجة على المكان والمباني القديمة والمساجد والآثار وهذا ما يميز السوق". 

وقد أدى غياب دعم الدولة لهذا السوق لتغيير بعض معالمه عن طريق معمار دخيل وعبر تحوّل جزء منه إلى تجارة العملات الأجنبية. 

القائمة الوطنية للتراث

وفي هذا السياق، يقول خبير شؤون التراث في وزارة الثقافة الليبية عبد المطلب أبو سالم، إن موقع سوق المشير المتميز يأتي باعتباره الباب الذي يفتح على الضاحية التاريخية والجزء الممتد خارج المدينة القديمة عبر باب يطلق عليه "باب المشير".

ويوضح أبو سالم في حديث إلى "العربي"، من طرابلس، أنه تاريخيًا كان يسمى ذلك الباب بـ"باب المنشية"، وهو أحد أهم الأبواب التاريخية ويفتح على ميدان الشهداء.

ويشير إلى أنّه يعتبر من أهم الأماكن المميزة ومجاور لقلعة السرايا الحمرا، كما يطل على جامع أحمد باشا القرمانلي أو مسجد الدولة، كما كان يسمى سابقًا.

وعن المخاوف من اندثار الكثير من المهن والحرف في السوق، يقول الخبير في وزارة الثقافة إنه يمكن المحافظة على الأماكن التاريخية، لكن الكثير من المهن أصبحت مهددة بالاندثار.

ويكشف أن العمل جار لتوثيق تلك المهن وتسجيلها "مثلما تم توثيق جامع أحمد باشا في قائمة التراث في العالم الإسلامي منذ سنتين. ويتم حاليًا العمل على القائمة الوطنية للتراث الليبي وهي قائمة مؤسسة ستبدأ في عملية إدراج التراث المادي واللامادي إليها".

المصادر:
العربي
شارك القصة