السبت 16 نوفمبر / November 2024

متشددون مفترضون في برنامج مقالب.. "كاميرا خفية" تثير جدلًا في العراق

متشددون مفترضون في برنامج مقالب.. "كاميرا خفية" تثير جدلًا في العراق

شارك القصة

يظهر متشدّدون مفترضون يهدّدون الضيف ويعصبون عينيه، فيعتقد أنه على وشك الموت على أيدي تنظيم الدولة، إلى أن يأتي الحشد الشعبي وهو الجهة المنتجة للبرنامج لإنقاذه.

يثير برنامج الكاميرا الخفية في العراق الكثير من الانتقادات والجدل، ففي كل حلقة من حلقاته يدعى أحد المشاهير  بحجة القيام بعمل خيري من خلال زيارة عائلة عادت إلى منزلها بعد القضاء على تنظيم الدولة.

وتبدأ الحلقة بوصول الضيف إلى منزل العائلة، ثمّ يظهر متشدّدون مفترضون يهدّدون الضيف ويعصبون عينيه، فيعتقد أنه على وشك الموت حقًا على أيدي عناصر التنظيم، إلى أن يأتي الحشد الشعبي، وهو الجهة التي أشرفت على إنتاج العمل لإنقاذه.

 وقد كانت الفنانة الكوميدية نسمة واحدة من ضحايا العمل، حيث وجدت نفسها مقيّدة ومعصوبة العينين، وسط إطلاق كثيف للنار، وهو ما أدى لفقدان وعيها، قبل أن تنتهي الحلقة بمشهد مسلحين مفترضين من الحشد الشعبي الذي يشرف على إنتاج العمل يحرّرون نسمة.

مشاهد رعب تعيد المآسي إلى أذهان العراقيين

تتوالى مشاهد الرعب هذه في كل حلقة من حلقات برنامج الكاميرا الخفية في العراق، برنامج ينبغي أن يكون هدفه الترفيه، لكنه يعيد إلى أذهان العراقيين مآسي التفجيرات والخطف والقتل. 

ويقول الممثل ومقدم برنامج "طنب رسلان" رسلان حداد: إنّ الهدف هو أن يشعر الضيف بما شعر به الناس بعد عصب عينيه ودخول "تنظيم الدولة"، مشيرًا إلى أنّه "يفتخر" بأنّه قدّم هذه الرسالة للقوات الأمنية من باب "ردّ الجميل للشهداء" على حدّ تعبيره.

في المقابل، يشير الكاتب والناشط في المجتمع المدني رسلي المالكي إلى أنّ البرنامج أعاد إلى ذاكرته أيام تنظيم الدولة وما فعله بالعراقيين عندما سيطر على الأراضي، مشدّدًا على أنّ هذه المشاهد تولد العنف بدورها. ويلفت إلى أنّه قد تكون نسبة المشاهدة عالية من باب الفضول.

أي "رسالة" يريد برنامج الكاميرا الخفية إيصالها؟

وفيما يتفاعل المشاهدون مع العمل، أثار البرنامج الكثير من الانتقادات والتساؤلات عن مكمن المتعة وحقيقة الرسالة التي يُريد البرنامج الوصول إليها، في حين تمّ تقديم العديد من الطلبات إلى هيئة الإعلام والاتصالات لوقف البرنامج، لا سيما وأنّها المرّة الأولى التي يُنتَج فيها برنامج من هذا النوع يتناول الأحداث الدامية التي عاشها العراق.

من جهتها، تشير الناشطة السياسية العراقية نور القيسي إلى وجوب عدم فصل البرنامج عن الجهة المنتجة له والرسالة المُراد توصيلها من خلاله، لافتةً إلى أنّ هذا البرنامج يُنتَج من قبل هيئة إعلام الحشد الشعبي التي تملك "بروباغندا خاصة" تريد استخدامها بعد تراجع شعبيتها.

وتلفت القيسي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ مقدّم البرنامج غير نادم أبدًا، وهذا يدلّ على أنّه غير مدرك للمخاطر النفسية والجسدية التي تسبّبها الصدمة النفسية لضيوفه، وبالتالي غير عابئ بما يمكن أن يواجه الضيف، وهو يجعل معنى الكوميديا والفكاهة والسخرية.

وتتحدّث عن "كارثة كبرى" تتمثل في عدم فهم الفارق بين الإرهاب والكوميديا، وترى في ذلك "دليلًا آخر على أنّ هذه الهيئة مسيطرة على الدولة ولا تخشى الرقابة المؤسساتية التي يفترض أن تراقب أو تشاهد هذه البرامج وتمنع تداولها". وتخلص إلى أنّه لا يمكن اتخاذ الإرهاب مادة كوميدية، معتبرة ذلك "استخفافًا بدم الشهداء والضحايا والمشاهدين".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close