على مدار العام يمعن الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك المقدسات الفلسطينية. وبينما يُعد رمضان شهر عبادة وطمأنينة وفرح، فإنه لا يمنع عن الفلسطينيين السكينة والهدوء فحسب، بل يواصل اعتداءاته على مقدساتهم، ويرتكب بحقهم المجازر.
وتطول لائحة الشهداء في فلسطين خلال شهر رمضان على مرّ السنوات، والتحق بهم العام الماضي في اعتداءات الاحتلال اليومية حنان خضور ووليد الشريف وقصي فؤاد حمامرة وخليل طوالبة وآخرون.
سبق هؤلاء إلى الشهادة محمد شكارنة، ورائد النتشة، وإسراء حمدية في مذابح دموية ارتكبها الاحتلال في شهر الصوم منذ النكبة، واستشهد فيها عدد كبير من الفلسطينيين. في ما يأتي بعضها:
مجزرة اللد 1948
ارتكبتها العصابات الصهيونية في الخامس من شهر رمضان، فأوقعت ما مجموعه 426 شهيدًا.
وتفيد وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، بأن المجزرة وقعت بعدما اقتحمت وحدة كوماندوز بقيادة موشيه ديان اللد بعد انتهاء المعركة مع حامية المدينة، وسط إطلاق نار على كل ما يتحرك في الشوارع.
وتشير إلى احتماء مواطنين عرب في مسجد دهمش، الذي هاجمه الإرهابيون الصهاينة وقتلوا فيه 176 مدنيًا.
وفيما ارتكبت عصابة البلماخ الصهيونية المجزرة، أطلقت سلطات الاحتلال اسمها على الدوار الملاصق للمسجد، لتذكير العرب بالواقعة يوميًا.
مجزرة نحالين الثانية 1989
ارتكبها الاحتلال في 13 أبريل/ نيسان من العام 1989، والذي كان يوافق السابع من شهر رمضان، في قرية نحالين بالقرب من بيت لحم، واستشهد فيها 5 فلسطينيين وأصيب العشرات.
فجر ذلك اليوم، دخل جيش الاحتلال برفقة جنود من حرس الحدود من أربعة محاور، وراحوا يطلقون النار في كل الاتجاهات وصوب أحد المساجد يجتمع فيه المصلون.
وكانت "وفا" نقلت عن علي فنّون وهو أحد الناجين ممن أصيبوا برصاص الاحتلال، أن أهالي البلدة خرجوا للدفاع عن قريتهم، فلم يتوان الاحتلال عن إطلاق الرصاص عشوائيًا صوبهم، موقعًا خمسة شهداء، إضافة إلى أكثر من 100 جريح.
مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994
ارتكبها المستوطن باروخ غودلشتاين فجر يوم الجمعة 25 فبراير/ شباط، الذي وافق منتصف شهر رمضان، ثم تابع جنود الاحتلال من بعده إطلاق الرصاص على العزل.
دخل يومها غولدشتاين إلى المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل وفتح النار على المصلين، ما أسفر عن استشهاد 29 منهم.
ثم واصلت قوات الاحتلال الجريمة عندما منعت إنقاذ المصابين بإغلاق أبواب المسجد، ثم بعدوانها أيضًا أثناء تشييع الشهداء ما أدى إلى ارتفاع عددهم إلى 50 شهيدًا.
مجزرة حي الشجاعية 2014
كان تاريخ 20 يوليو/ تموز 2014، الذي صادف الثالث والعشرين من رمضان، يومًا من حرب دموية أخرى شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تحت مسمى "الجرف الصامد"، وواجهتها المقاومة بعملية "العصف المأكول".
في ذلك اليوم، دك الاحتلال لساعات متواصلة وبشكل عشوائي ومكثف، حي الشجاعية الذي لطالما ذاق صنوف عذابات الاحتلال من قتل وتدمير.
فاستشهد ما قُدر بـ74 شخصًا، بينهم 14 امرأة وأربعة مسنين و17 طفلًا أصغرهم يبلغ من العمر عامين، فضلًا عن جرح مئات الفلسطينيين.
عدوان مايو 2021 على غزة
عقب توتر أمني في المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة جراء انتهاكات الاحتلال، شهد قطاع غزة في 10 مايو/ أيار 2021، الثامن والعشرين من شهر رمضان في ذلك العام، حربًا شنتها إسرائيل هي الثالثة من نوعها خلال أقلّ من 10 سنوات.
والعدوان الإسرائيلي العنيف الذي استمرّ لمدة 11 يومًا، أطلق عليه الاحتلال اسم "حارس الأسوار".
وقد أدى إلى استشهاد 240 فلسطينيًا وإصابة 5000 آخرين، وهي تكلفة بشرية كبيرة عمّقت معاناة الغزيين الإنسانية.
وكما في شهر الصوم، لا يتوانى الاحتلال في العيد عن الاستمرار في اعتداءاته، ومن بينها مجازر دموية، على غرار مجزرة مخيم البريج التي ارتكبتها إسرائيل في ثاني أيام عيد الفطر في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2002، وأدت إلى استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة عشرين آخرين.
بدورها مجزرة مدرسة بنات جباليا الإعدادية، التي ارتكبها الاحتلال في ثالث أيام العيد خلال الحرب على غزة في عام 2014، أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 100 بجروح.