Skip to main content

مجازر وتدمير وتهجير.. مشاهد النكبة تتكرر في ذكراها الـ76

الأربعاء 15 مايو 2024
تقام فعاليات ذكرى النكبة هذا العام تحت شعار: "رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون" - غيتي

يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى 76 للنكبة، وسط فصل متجدد من المأساة مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثامن تواليًا.

و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أعلنت فيه إسرائيل دولتها، على معظم أراضيهم في 15 مايو/ أيار 1948 بعد مجازر دامية هجرت فيها مئات الآلاف من أصحاب الأرض الأصليين.

ووفق تقرير حديث لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، قتلت إسرائيل 134 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ عام 1948، إضافة إلى تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” 1967، حين احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

ويشير “الإحصاء الفلسطيني” في تقرير صدر الأحد الماضي، إلى أن النكبة أسفرت عن تشريد ما يزيد على مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلًا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال.

ووفق التقرير “صاحب عملية التطهير اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني”.

ويتوزع اليوم نحو 5,9 مليون لاجئ فلسطيني بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

ذكرى النكبة وسط عدوان على غزة والضفة

وتأتي ذكرى النكبة هذا العام، بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ222 على التوالي، والذي أدى، بحسب حصيلة غير نهائية، إلى استشهاد 35173، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة 79061 آخرين.

وكما حدث قبل أكثر من 7 عقود، هجّرت قوات الاحتلال تحت وطأة القتل والقصف قرابة مليوني فلسطيني وحولتهم إلى نازحين ومشردين في خيام وبلا مأوى يعانون النزوح تلو الآخر وسط قصف، وتجويع غير مسبوق.

ويقول جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقريره، إن خسائر قطاع غزة المباشرة جراء الحرب الإسرائيلية الحالية بلغت نحو “30 مليار دولار”، مشيرًا إلى “تدمير أكثر من 31 ألف مبنى، وتضرر حوالي 17 ألف مبنى بشكل كبير، و41 ألف مبنى بشكل متوسط”.

وبموازاة حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية، مخلفًا 498 شهيدًا ونحو 5 آلاف جريح منذ 7 أكتوبر، إضافة إلى آلاف الاعتقالات، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

ويشير “الإحصاء المركزي” إلى أن إسرائيل “هدمت ودمرت خلال عام 2023 ما يزيد عن 659 مبنى ومنشأة بالضفة الغربية”، وأصدرت “1333 أمر هدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص”. 

بقي 160 ألف عربي في فلسطين بعد النكبة، ما دفع الرئيس الثاني لإسرائيل إسحق بن تسيجي للقول: "ثمة عرب أكثر مما يجب هنا"

"رغم الإبادة باقون"

وخلال النكبة، جرى تدمير ومحو نحو 531 بلدة وقرية، وإنشاء مستعمرات إسرائيلية، كما احتُلت المدن الكبيرة وشهد بعضها معارك عنيفة وتعرضت لقصف احتلالي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منها.

وبحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة، 58 مخيمًا رسميًا تابعًا للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتقام فعاليات ذكرى النكبة هذا العام تحت شعار: "رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون".

وقد أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى سلسلة فعاليات في كل المحافظات الفلسطينية، في حين ستكون الفعالية المركزية في مدينة رام الله، حيث ستنطلق مسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ويخرج المواطنون الفلسطينيون في مخيمات الشتات وكذلك في القدس والضفة الغربية  في مسيرات حاشدة رافعين أعلامًا تحمل أسماء المدن والقرى التي تركها أجدادهم، وأعلام فلسطين والرايات السوداء وأخرى رسم عليها "مفتاح العودة"، بينما يتم إطلاق صفارة إنذار وتتوقف الحركة لمدة ست وسبعين ثانية هي عدد السنوات التي مرت منذ النكبة.

المصادر:
وكالات
شارك القصة