قضى صاروخُ مقاتلةٍ حربيةٍ إسرائيلية على بهجة العيد عند عائلة الرنتيسي في رفح جنوبي قطاع غزة، بينما كانت تتجهز لاحتفالية عائلية صغيرة.
فبحسب تقرير لـ"الأناضول"، تهيأت زوجات الإخوة من عائلة الرنتيسي عند الساعة الثامنة مساءً، للالتقاء في جلسة أول أيام عيد الفطر، الخميس الماضي، وأحضرن ما أعددنه من ضيافة العيد وحلوياته.
لكنّ صاروخًا إسرائيليًا أطلقته طائرات جيش الاحتلال كان له رأي آخر، فسبق الزوجات إلى جلستهنّ وضرب منزلهن المكون من طابقين، في حي الجنينة برفح، تاركًا خلفه شهداء وجرحى من عائلة واحدة.
اجتماع عائلي يتحول إلى مأتم جماعي
وتسبب القصف الإسرائيلي باستشهاد أربعة من أفراد العائلة، هم: الأم سهام (55 عامًا)، والابن رائد (27 عامًا)، وزوجته شيماء، والحفيد إبراهيم (سبعة شهور)، فضلاً عن إصابة ما يزيد عن عشرة آخرين، معظمهم أطفال ما زالوا يتلقون العلاج.
أم يوسف الرنتيسي توفى زوجها وأطفالها صغار صبرت وتحملت وعانت وربتهم حتى كبروا وزوجتهم ذكرانا واناثا، وأدت الأمانة كاملة وبالامس اصطفاها الله شهيدة بقصف منزلها فوق رأسها. من حقها ان تزاحم النبي في عند الجنة كونها صبرت على تربية الأيتام فما بالكم بعد تدمير بيتها فوق رأسها pic.twitter.com/vKitOpG93j
— Abo marzoq zaqout 🇵🇸 (@mds123111) May 15, 2021
"انتهك الصاروخ الإسرائيلي حُرمة منزلنا، وأحال منزلنا إلى ركام، تطايرت معها الأجساد، وألعاب الأطفال، وملابسهم، وفراشهم"، تقول رائدة الرنتيسي ابنة الشهيدة سهام البالغة من العمر 45 عامًا.
وتضيف رائدة: إن زوجات إخوتها كُنّ بصدد قضاء سهرة العيد، بعد أن حُرمن الخروج مع أطفالهن للتنزه، بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة.
وقالت: "كانت لحظات صعبة جدًا، تحوّل فيها كل شيء إلى رماد، وحلّت رائحة الموت والبارود، وتناثرت الألعاب، وتعالت الصرخات بفعل الفاجعة".
قتلوهم في منازلهم
وتتابع الرنتيسي: "لم أكن أتخيل أن يحصل ما حدث، فبرغم عدم استبعاد أن يستهدف الاحتلال أي منزل في غزة، إلا أن حجم الاكتظاظ السكاني في حيّنا منحنا شعورًا زائفًا بشيء من الأمان؛ فكيف يُقصف مكان كهذا؟".
وقضى أحد الأطفال ولم يكمل الشهور السبعة، بينما يقبع البقية في المستشفيات، مضرجين بدماء وجراح وحروق في مختلف أنحاء الجسد.
وناشدت رائدة العالم من أجل التحرك لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ولجمها عن ممارساتها الوحشية في قتل الشعب الفلسطيني والتنكيل به.
أهداف مدنية
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي غارات واسعة على جميع مناطق القطاع، وترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على العديد من المدن داخل إسرائيل، ردًا على استهداف المدنيين.
لكن وحشية سلطات الاحتلال تخطت كل الخطوط الحمراء، بحيث رصدت المراكز الحقوقية، أن المقاتلات الحربية تتعمد إسقاط المنازل على رؤوس الأطفال، بينما استهدفتهم بشكل مباشر في الشوارع، واصفة ذلك بـ"جرائم حرب".
ومنذ مساء الإثنين حتى مساء الجمعة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، 31 طفلًا فلسطينيًا في غارات عنيفة شنتها طائراته الحربية على أهداف بمناطق مختلفة في قطاع غزة، قالت مؤسسات حقوقية إنها أهداف مدنية.
بعض أطفال #غزة استُشهدوا بثياب العيد وآخرون وهم يلعبون.. الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في غزة، ولم يسلم من بطشه حتى المقابر#فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/eh5pIuqnaX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 14, 2021