أصبح العراقيون يعيشون على وقع النزاعات العشائرية التي تنشب بين الفينة والأخرى بسبب ومن غير سبب.
ولأنّ العشائر مكون هام في المجتمع العراقي، فإنّ تفاقم النزاعات وعجز السلطات عن الحدّ من تسليحها أصبح يهدّد كيان الدولة العراقية.
وتنتشر في عموم العراق الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، أكثر من نصفهم دون سنّ الـ20، نحو ثمانية ملايين قطعة سلاح خفيف، وفقًا لمسح أجري عام 2017، بينما قد يكون عدد الأسلحة غير المُعلَن عنها أكبر بكثير.
نزاع مسلح بسبب ديك
ولا تقتصر أسلحة العشائر على الرشاشات الخفيفة، فهي تملك صواريخ ومدافع رشاشة وعربات مدرعة وأسلحة أخرى ثقيلة تُستخدَم أحيانًا خلال القتال العشائري، ويؤدي ذلك إلى وقوع نزاعات طويلة الأمد أحيانًا قد تدوم سنوات.
ففي البصرة مثلًا، بدأ نزاع منذ ثماني سنوات ولا يزال متواصلًا حتى يومنا هذا، قُتِل خلاله سبعة أشخاص وأصيب 14 آخرون على خلفيّة قرض قيمته 20 ألف دولار.
وقد تتكرر المآسي كالتي حصلت في محافظة الديوانية، حينما دخل ديك من دون إذن إلى منزل الجيران لملاحقة دجاجتهم، فاندلع نزاع مسلح بين عشيرتين أدّى إلى مقتل شخصين، وإصابة ثلاثة بجروح.
شجار بين طفلين على أقلّ من دولار
وبشكل عام، أصبح تطوّر مشاجرات بسيطة إلى قتال بالسيوف أو الأسلحة النارية في العراق أمرًا منتشرًا بكثافة يسقط فيه ضحايا غالبًا على خلفية سبب بسيط مثل مباراة كرة قدم أو ملكية بطة.
فقبل أسبوعين، في محافظة ميسان في جنوب البلاد، قُتِل طفل وجُرح أربعة أشخاص خلال تبادل لإطلاق النار برشاشات كلاشينكوف وقذائف صاروخية.
وتسبّب بهذه المعركة شجار بين طفلين دون العشر سنوات رفض أحدهما، وهو ينتمي إلى عشيرة الفناطسة، إعادة مبلغ ألف دينار، أي أقلّ من دولار واحد، اقترضه من صديقه الذي ينتمي لعشيرة البوعلي.
وتدخل والد الأخير وضرب الطفل الآخر، ليتطور الأمر إلى اشتباك مسلح، وقد يكون أسوأ ما في الأمر، أنّ الضحايا الخمسة كانوا مجرّد عابري سبيل ولا ينتمون إلى أيّ من العشيرتين.
نزاع بالسيوف بسبب شتم شخصية دينية
بعد أسبوع، اندلع نزاع آخر بالسيوف في قضاء الكحلاء في المحافظة نفسها، بين أشخاص من عشيرة النوافل، بسبب شتم أحدهم شخصية دينية نافذة.
وقُتِل جراء ذلك ثلاثة أشخاص وجُرح اثنان من أفراد العشيرة، وأوقف سبعة أشخاص بعد انتشار الشرطة لوقف تفاقم المشاجرة.
خلاف "كرويّ" مكلف
وقبل نحو شهر، أدّى خلاف خلال مباراة كرة قدم بين عشيرتي الفريحات والرسيتم إلى مقتل شخص وإصابة خمسة بجروح في ناحية بني هاشم الحدودية مع إيران.
ولم تنتهِ المشكلة إلا بعد تقديم عشيرة الرسيتم مبلغ 20 مليون دينار، أي نحو 13 ألف دولار، عبارة عن ديّة أو تعويض لعائلة القتيل.
ملكيّة "بطّة"
وفي مدينة الكوت، عاصفة محافظة واسط جنوب بغداد، قُتِل شاب عشريني بالرصاص خلال تبادل إطلاق نار وتراشق قنابل يدوية بين عشيرتين على خلفية نزاع على ملكية بطّة.
واندلع النزاع بعدما تشاجرت امرأتان، إحداهما من عشيرة الحسنية والأخرى من عشيرة الزبيد، على ملكية بطّة لا يتعدّى ثمنها أربعة دولارات.